تابعونا على:
شريط الأخبار
إطلاق برنامج “انطلاقة” لدعم وتمويل المقاولات بجهة الداخلة – وادي الذهب عدد التعاونيات المغربية تجاوز 60 ألفا تعاونية خلال سنة 2024 “الكاف” تفتح تحقيقا حول السلوك الأرعن للمنتخب الجزائري النسوي صندوق محمد السادس للاستثمار يختار 14 شركة لتدبير صناديق قطاعية وموضوعاتية بنموسى: التحولات الديموغرافية تستدعي سياسات استباقية وتخطيطا دقيقا منصة مسار تسجل 274 مليون نقطة وتواجه ضغطا رقميا كبيرا إيقاف إمام مغربي عن مهامه بعد مشاركته في زيارة لإسرائيل زلزال الحوز… استكمال أشغال 46.650 مسكن تطوان.. توقيف شخص ظهر في فيديو متحوزا لسـ ـلاح أبيض مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بالحالة المدنية الوداد يعلن تعاقده مع حمزة الواسطي لـموسمين بنعليلو: الفساد يهدد الكرامة والعدالة ومحاربته مسؤولية جماعية الحارس الرحماني ينضم للمغرب الفاسي بعقد يمتد لثلاثة مواسم تعيين شوقي مديرا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش الحكومة تحدث مؤسسة للإشراف على أوراش “المونديال” الأمن يحبط محاولة إغراق مكناس بالمؤثرات العقلية بايتاس يكشف مستجدات برنامج دعم السكن وعدد المستفيدين حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لنصف نهائي مونديال الأندية المغرب يستقبل 8,9 مليون سائح خلال النصف الأول من 2025 27 لاعبا بانطلاق تداريب الوداد

كتاب و رأي

قبيح الفعل وجميل الاعتذار

26 فبراير 2021 - 13:00

       يقول النبي صلى الله عليه وسلم “خيركم من بدأ بالسلام” وهي كلمة سهلة وبسيطة وصادقة تنمي الحب والمودة والتسامح والعفو الجميل، فتعود العلاقات المتصدعة أكثر ترابطاً، وهي نوع من الاعتذار النبوي الراقي الذي تجاهلناه .ويقول بعض الحكماء منهم “لقمان” إياك وكثرة الاعتذار فان الكذب كثيرا ما يخالط المعاذير، أما “لين جوستون” فيقول انه يجب على الشخص قبول الاعتذار عندما يقدمه الطرف الثاني بإخلاص، وأنا أقول إن الاعتذار الزائف غير النابع من القلب وبكل إخلاص له ضرر وتأثير قوي وكبير من عدم تقديمه بالمرة، لأنه يعد بمثابة سكين قاتل وتكبر، وتصغير للطرف المقابل، وهذا ما نجده مثلا في بعض أقوالنا “وصافي اسمح لي ولا عاود لراسك”.

      إن الإنسان غير معصوم من الخطأ وليس العيب أن يخطئ أو يقع في مشكلة بسبب بعض الأخطاء، ولكن العيب أن يحاول التهرب من الاعتراف بخطئه والهروب من الاعتذار، فكيفية وأسلوب الاعتذار ثقافة وأدب راق وشجاع لا تقدرهما إلا النفوس الجميلة الراقية، ويسعدنا أن نستعرض معكم اليوم في هذا المقال قصة ألهمتني أردت مشاركتكم إياها، لربما تكون عبرة وقدوة في كيفية التعبير عن أسلوب وطريقة حسن اعتذارنا، حيث يذكر أن هناك خادما صغير السن كان يعمل عند احد الشخصيات الكبيرة، فبينما هو ذات يوم قادما يحمل صحن شاي لتقديمه إلى رئيسه وضيوفه الحاضرين، اسقط بالخطأ القليل منه على ثوب رئيسه وبمعية الجالسين، فغضب الرئيس من فعلة الغلام وسوء تصرفه وبدون مراعاة لسنه وتجربته المهنية القليلة أمر على الفور بمعاقبته وحبسه لفعلته هاته، وبمجرد سماع الغلام حكم رئيسه القاسي والصادر دون مراعاة لسنه وقلة تجربته، قام الغلام بصب كامل الشاي على رأس رئيسه فتفاجأ الرئيس من فعل الغلام المباغت وأثار ذلك غضبه أكثر فأكثر أمام الحضور، لدرجة أن لون وجهه أصبح شبيه بلون الطماطم فقال له بانفعال يا غلام كيف تجرأت على فعل هذا، فأجابه الغلام بكل هدوء، إنما فعلت هذا سيدي حفاظا على عرضك، لئلا يسوء الناس صغر ذنبي الذي بسببه أمرت بمعاقبتي وحبسي فينسب إليك الظلم والجور، وصنعت هذا الذنب لتعذر في معاقبتي وترفع عنك الملامة ولا يتكلم عنك احد بسوء، “انظر لرد الغلام وأسلوبه” ففكر الرئيس بكل تمعن وحكمة بكلام الغلام، فقال له يا قبيح الفعل يا جميل الاعتذار قد وهبنا قبيح فعلك لجمال اعتذارك اذهب فأنت حر.

       كما يذكر انه في يوم من الأيام سئل الشيخ أبو حامد محمد الغزّالي الطوسي النيسابوري عن حكم  تارك الصلاة فأجاب الشيخ بكل حكمة وأسلوب راقي، نأخذه معنا إلى المسجد. وهذه من الحكم التي أصبحنا نفتقدها في أيامنا هاته.

        انظروا إلى مخرجات الكلام كيف تتكلم وكيف تعتذر وتفسر الأمور وتوضحها للآخرين بأسلوب يقع عليهم وقعا هادئا بحيث يستطيعون استيعابه بكل أريحية حتى ولو كانت أمور سيئة في فعلها، إن الاعتذار وأسلوبه مسألة فطرية يمكن أن تتربى وتنشأ لدينا منذ الطفولة إذا ما تعلمها الفرد واستدركها من خصال آبائه وأجداده وما من حوله. فماذا ينقصنا عن الغربيين، حيث غالبا ما نسمع منهم كلمة  آسف  Pardonعلى أي خطأ كيفما كان نوعه وبساطته في الشارع والأسواق والمعاملات التجارية،  لذا إذا أردنا أن نكون جادين في اعتذارنا فيجب علينا تجنب بعض الأسباب التي تحول دون ذلك نذكر من أهمها: أولا فجوة الأهمية “حيث عادة ما يتجه المذنبون لتبرير خطأهم ووصفه بأنه غير متعمد”، ثانيا عدم الاهتمام ” إذا لم تكن مهتمًا فلن يكون هناك ما يدفعك للاعتذار”، ثالثا التكبر وعدم القدرة على الاعتراف بالأخطاء الشخصية، وأخيرا ارتفاع حب الذات “وهي الصفة التي تجعل من صاحبها يرى أن الاعتذار يمنح الضحية الفرصة لتضخيم الخطأ وهي ثقة زائفة” .

       لذا فنحن بحاجة كبيرة لنشر أسلوب وطريقة الاعتذار في مجتمعنا، ولهذا وجب علينا تربية أبناءنا وتعويدهم وتعليمهم كلمات ومفردات وأساليب التواضع والاعتذار. وكما يقولون دائمًا أن الاعتذار من شيم الكبار. فمثلاً الأنبياء كانوا يعتذرون عن أي خطأ يرتكبوهن نذكر منهم سيدنا آدم عليه السلام: اعترف بذنبه عندما أخطأ هو وزوجه وأكل من الشجرة المحرمة: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23] وكذلك سيدنا موسى عليه السلام {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: 16]. أما إبليس قبحه الله فلم تكن من شيمه أساليب الاعتذار لذا تلقى غضب الله إلى يوم البعث، لذا فنحن في أشدِ الحاجة لغرس وتعميق هذه الثقافة في مجتمعنا وفي بيوتنا إذا أردنا النهوض والتقدم والتطور والرفعة لديننا ولوطننا ولمجتمعنا. فالحياة أسلوب وليست تصيد عيوب فبين كسب وكسر القلوب خيط رفيع.  

  •  عبد العالي بن مبارك بطل

الجمعة 26/02/2021 

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بالحالة المدنية

للمزيد من التفاصيل...

الحكومة تحدث مؤسسة للإشراف على أوراش “المونديال”

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

سنة حبسا في حق مدرب منتخب البرازيل

للمزيد من التفاصيل...

وكالة بيت مال القدس تدعم الفلسطينيين بمشاريع اجتماعية وتنموية

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

صندوق محمد السادس للاستثمار يختار 14 شركة لتدبير صناديق قطاعية وموضوعاتية

للمزيد من التفاصيل...

شركة “atijari payment ” تطلق عملية تجهيز التجار بأنظمة تحصيل الأداء

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

إطلاق برنامج “انطلاقة” لدعم وتمويل المقاولات بجهة الداخلة – وادي الذهب

للمزيد من التفاصيل...

عدد التعاونيات المغربية تجاوز 60 ألفا تعاونية خلال سنة 2024

للمزيد من التفاصيل...

“الكاف” تفتح تحقيقا حول السلوك الأرعن للمنتخب الجزائري النسوي

للمزيد من التفاصيل...

صندوق محمد السادس للاستثمار يختار 14 شركة لتدبير صناديق قطاعية وموضوعاتية

للمزيد من التفاصيل...

بنموسى: التحولات الديموغرافية تستدعي سياسات استباقية وتخطيطا دقيقا

للمزيد من التفاصيل...

منصة مسار تسجل 274 مليون نقطة وتواجه ضغطا رقميا كبيرا

للمزيد من التفاصيل...

إيقاف إمام مغربي عن مهامه بعد مشاركته في زيارة لإسرائيل

للمزيد من التفاصيل...

زلزال الحوز… استكمال أشغال 46.650 مسكن

للمزيد من التفاصيل...