اعتبر الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية أمس الجمعة في ورقة تحليلية لوجهة نظره حول ردود الأفعال التي أثارتها وفاة الطبيب الشاب ياسين رشيد، ان الممارسات الحاطة من الكرامة التي يقوم بها بعض رؤساء المصالح الطبية او مساعديهم، هي ممارسات تمس نبل وشرف مهنة الطب وضد نبل مهنة التعليم والتكوين وضد الوطن.
وأشار الباحث في السياسات والنظم الصحية في ورقته، التي توصل موقعنا بنسخة منها ان التحدي أو القضية التي أمامنا اليوم، ليست فقط قضية وفاة طبيب وأسبابها ومخلفاتها، بل تتعلق بكيفية تطهير المستشفيات الوطنية وأماكن تكوين الأطباء من الممارسات غير أخلاقية والتي تسيء للجامعات الطبية و المستشفيات والأساتذة والطلبة، مؤكدا ضرورة التدخل الصارم لتطهير المسار التكويني من الشوائب والممارسات المشينة بمحاسبة المسؤولين عنها وبتغيير مؤسسي لظروف التكوين.
وفي هذا الصدد، سجل حمضي، أن التكوين الطبي في دول العالم يجعل الأطباء طور التكوين تحت ضغط هائل من حيث ظروف العمل وساعات العمل وغيرها من العوامل، مشيرا إلى أنه إذا أضيفت إليها ظروف قاسية اخرى تتطور الأمور إلى ما هو أسوء.
وتابع حمضي، أن الحديث عن الاضطهاد والضغط خلال التكوين الطبي كان موضوعا مسكوتا عنه ، الى أن فجرته واقعة الطبيب ياسين رشيد، مشيرا إلى أن هذا راجع بالأساس لكون مستقبل هؤلاء الأطباء معلق بتوقيع فرد واحد بإمكانه ان يحرمك من اكمال تكوينك بدون حسيب ولا رقيب، وهذا ما يلزم النهوض لإصلاح هذه الاختلالات.
وفي سياق الموضوع، كشف الدكتور ان 70% من طلبة السنة النهائية من الطب في المغرب يفكرون في الهجرة نحو الخارج حسب دراسة سابقة، معتبرا ان المسؤولين الذين يقومون بهذه الممارسات يساهمون في إفراغ المغرب من أطره الطبية ونحن في أمس الحاجة لها ، “لذلك يمكن القول إن إصلاح ظروف تكوين الأطباء من ظروف مادية وتأطير طبي وظروف آمنة صحيا ونفسيا جزء لا يتجزأ من مجهودات بلادنا للحد والتحكم في هجرة الأطباء نحو الخارج”.
وفي المقابل، أوضح حمضي، أن المستشفيات الجامعية مليئة بالأساتذة والمُكونين الاكفاء، “ولاد الناس” و الذين لا يدخرون جهدا في تقاسم معارفهم وتجاربهم مع الأجيال الجديدة، ولكن يضيف حمضي، يوجد بجانبهم آخرون يسيئون لمهنة الطب و شرف المهنة ويدمرون أجيالا من الأطباء والصيادلة الذين يكونون تحت إمرتهم .
يشار، إلى أنان الطبيب المتدرب ياسين رشيد عانى خلال فترة تدريبه بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، من ضغط وإساءة وظروف عمل قاسية وهو ما دفعه للإقدام على فعلته حسب روايات متطابقة لزملائه بالمستشفى .