لا زالت نتائج المؤتمر الوطني السادس لحزب الاتحاد الدستوري، لم تُستوعَب بعد لدى الكثيرين من متتبعي الشأن السياسي بالمغرب، بل وحتى لدى الكثير من الدستوريين الذين لم يستصيغوا بعد لحظة الإعلان عن اسم الامين العام الجديد، رغم اتهام رئيس المؤتمر بالتحايل، عقب إعلانه انسحاب الأسماء المرشحة لرئاسة الأمانة العامة، رغم عدم انسحابها.
مصادر موقع الأنباء تيفي، قالت على أنه في الكواليس كان متوقعا فوز اسم محمد جودار، وأن محمد أمين ساجد ولى زمانه، وأنه صار مجرد رقم ضعيف أمام الكثير من القوى التي تحاول الإستيلاء على حزب الحصان، خاصة بعد وفاة القيادي عمر الجزولي شهر غشت سنة 2021، حيث كانت بداية النهاية لساجد ومن معه.
مصادر كانت مقربة من عمر الجزولي قيد حياته، وأيضا من محمد أمين ساجد، قالت على أن بداية نهاية الأخير كانت مباشرة بعد وفاة الأول نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد الصيف ما قبل الماضي، وأن النهاية الأكيدة للأمين العام السابق ساجد، كانت خلال زيارته لعاصمة النخيل منذ بضعة أشهر، حيث حاول الإستنجاد مما تبقى من علاقات الجزولي وقيادات الحزب بعاصمة النخيل، لكن دون جدوى، وذلك بعد أن وجد شغف الأخيرة وطموحها لممارسة السياسة بات دفينا تحت الأديم، وكأن الجزولي أخذ معه كل الشغف والحب لممارسة السياسة باسم حزب الحصان.
ومن جهة ثانية، قالت مصادر موقعنا، أن ساجد كانت ستكون له حظوظ أكبر لقيادة الاتحاد الدستوري خلال المرحلة المقبلة، في حالة إن بقي الجزولي على قيد الحياة، خاصة أن الإعداد للمؤتمر الوطني السادس كان قد انطلق من مراكش، وبالضبط من منزل الراحل عمر الجزولي، نهاية سنة 2019 قبل أن يوقف كوفيد 19 كل التجمعات والتظاهرات.
وفي هذا الصدد، أفادت مصادر موقعنا، أن عمر الجزولي أحد أبرز مؤسسي حزب الحصان، كان يدعم بشكل كبير ترشح ساجد لولاية أخرى، وأنه ما كان يرضى (لو بقي على قيد الحياة) بأن يشهد المؤتمر الوطني السادس تلك الانفلاتات والفوضى.
وقد عاش المؤتمر الوطني للاتحاد الدستوري على وقع فوضى عارمة، خاصة عقب اعلان اسم جودار امينا عاما للحزب، حيث خرج مجموعة من قيادي حزب الحصان بتصريحات يشجبون من خلالها ما حصل خلال الجلسة الأولى من أشغال المؤتمر الوطني السادس.
محمد بنسعيدي أحد المرشحين الثلاثة للظفر بأمانة حزب الحصان، خرج في تصريح لموقع الانباء تيفي، يؤكد من خلاله، أنه لم يسحب ترشيحه من انتخابات الأمانة العامة للحزب، وأن المؤتمر الوطني السادس، شابته الكثير من الخروقات والتجاوزات، متهما في هذا الصدد الحبيب الدقاق رئيس المؤتمر، بكونه ساهم في الفوضى والبلطجة التي شهدتها هاته المحطة الحاسمة في حياة الدستوريات والدستوريين.
وفي هذا الباب، أكد بنسعيدي أنه لم يسحب ترشيحه من سباق الأمانة العامة، وأن الدقاق رئيس المؤتمر روج لذلك لتيسير الطريق أمام مرشح معين، مستنكرا ما حدثت في جلسة أمس التي انتهت بانتخاب محمد جودار.
ومن جهة ثانية، ذكرت مصادر موقع الأنباء تيفي، أن أنصار محمد جودار، روجوا في نفس الوقت لانسحاب مرشح ثان بسباق الأمانة العامة، ويتعلق الأمر بالقيادي الشاوي بلعسال، في حين أكدت مصادرنا، أن الأخير لم يقدم على أي خطوة من هذا القبيل.
ومن جهته، عبر محمد جودار إعلان اسمه امينا عاما، عن امتنانه لجميع المنضالات والمنضالين في جميع الأقاليم الذين كلفوه خلال هذا المؤتمر بمهمة الأمانة العامة للحزب بالإجماع.
وأكد محمد جودار، في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أنه سيبذل كل ما في جهده للقيام بأداء مهام هذه الأمانة التي سيعمل على تحملها بكامل المسؤولية. كما أعلن أن عمل القيادة الجديدة للحزب سينطلق من شعار المؤتمر “التجديد والاستمرارية”، لافتا الانتباه إلى أن التجديد يعني تجديد الطاقات والفعاليات وطرق الاشتغال، في حين أن الاستمرارية ترمز إلى الوفاء لقيم الحزب، وكل ما رسمه القياديون السابقون الذي أسسوا الحزب، عبر الليبرالية الاجتماعية.
وفي سياق آخر، قالت مصادرنا، على أن الدقاق رئيس المؤتمر الوطني، متهم بالتسبب في تلك الفوضى التي شهدتها هاته المحطة المهمة في حياة أعضاء حزب الحصان، وذلك بعد إعلانه عن انسحاب الأسماء المرشحة للأمانة العامة.
الدقاق من جهته، أكد في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أنه ليس مسؤولا عما تم الترويج له في المؤتمر الوطني السادس، وأن إعلانه لانسحاب بقية المرشحين من سباق الأمانة العامة لم يأتي من محض قرارته، وإنما توصل به من طرف اللجنة التنظيمية للمؤتمر.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...