يبدو أن أثر الجفاف ستكون لها انعكاسات وخيمة، وستزيد من تأزيم الوضع الفلاحي هذا الموسم، إن لم تسقط الأمطار في الأيام المقبلة، حيث تفاجأ فلاحو اشتوكة بجهة سوس أكبر المناطق المزودة للمنتوجات الفلاحية الأساسية للسوق الوطنية بقطع مياه السقي القادمة من سد يوسف بن تاشفين.
وفي هذا الصدد، أكد حسن السعدي، فاعل جمعوي ومهتم بالشأن الفلاحي بالمنطقة، في تصريح لـ “الأنباء تيفي”، أن الأمر يتعلق بقرار مفاجئ للوالي تم من خلاله قطع مياه السقي على هكتارات من الأراضي التي بدأ غرس المغروسات فيها خاصة الجزر واللفت والبطاطس.
وأوضح السّعدي، أن الأمر كان يتم سابقا من خلال إشعار قبلي لمدة شهر قبل تنفيذ القرار حتى يتم إيجاد بدائل أخرى من طرف الفلاحين، ملفتا أن الأمر “لم يتم هذه المرة، حيث تفاجأ الفلاحون بوقف مياه السقي بدون إشعار؛ مما سيكبدهم خسائر فادحة قد تؤدي أيضا لزيادات في أسعار هذه المواد الأساسية”.
وبخصوص وجود بدائل أخرى تتعلق بمياه التحلية والآبار، فأوضح السعدي، أن مياه التحلية “لم تصل بعد للفلاحين حيث وجهت فقط للشرب”، إذ أنه، ورغم تواجد مركز التحلية إلا أن “ربط المنطقة الفلاحية باشتوكة بأنابيب لم تتم إلى حدود اللحظة”، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن هناك مشكل آخر مرتبط بـ “منع حفر الآبار بالمنطقة مما سيزيد من تأزيم الوضع، إذ لا يظهر حاليا حل عملي مستعجل لإنقاذ الموقف”.
وشدد المتحدث ذاته، أن مشكل المياه بالمنطقة بنيوي مرتبط بـ “توالي سنوات الجفاف خاصة في السنوات الأخيرة”، مؤكدا أن سد يوسف بن تاشفين لم يعد قادرا على تزويد المواطنين بالماء الصالح للشرب وما بالك بسقي هكتارات من المغروسات بالمنطقة الفلاحية، فالأمر له علاقة بالحقنة الضعيفة في السد”.
وبخصوص الحلول التي يمكن اللجوء إليها قبل وقوع كارثة بالنسبة للمغروسات وتكبد الفلاحين لخسائر كبيرة بالمنطقة، فأكد السعدي أن الحل الوحيد حاليا هو “الإسراع بمد أنابيب مياه التحلية من المحطة المركزية في اتجاه المنطقة الفلاحية”، مستدركا بالقول:”لكن هناك مشكل أعتقد في قدرة مركز التحلية في توفير مياه للمغروسات وأيضا للشرب في الآن نفسه”.
يذكر أن نسبة ملء سد يوسف بن تاشفين تراجعت بنسبة 12.1 الى غاية الاثنين 14 نونبر الجاري، أي بـنسبة ملء 36.2 متر مكعب بعدما بلغت 19.3 في المائة في نفس التاريخ من السنة الماضية، كما يتعرض السّد لضغط كبير باعتبار أنه المزود الرئيسي لمجموعة من المناطق بالجنوب بالمياه الصالحة للشرب وكذا مياه السّقي باشتوكة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...