شدد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، على أهمية تعبئة الجميع من أجل إطلاق دينامية مستدامة تعزز صمود النظم الغذائية، القائمة على نسيج إنتاج قوي قائم في حد ذاته على فلاحة وصيد بحري يثمنان الإمكانات الجهوية والإقليمية والمحلية دون الإفراط في استغلال أو تبديد الموارد، من أجل ضمان أمن غذائي مستدام.
وجاء ذلك، خلال كلمة ألقاها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس السبت 21 يناير الجاري، في برلين في المؤتمر الخامس عشر لوزراء الفلاحة الذي تم تنظيمه في إطار النسخة الخامسة عشر للمنتدى العالمي للأغذية والزراعة الذي ينظم من 18 إلى 21 يناير 2023 في برلين.
وأضاف الوزير خلال ذات الكلمة، أنه بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمكن المغرب من وضع مقاربة متكاملة بهدف ضمان وفرة الغذاء وتعزيز التنمية المستدامة للفلاحة والصيد البحري، وإعطاء الأولوية لحماية الموارد الطبيعية من خلال ترشيد استغلالها والتكيف مع تغير المناخ. وأضاف أن الأمن الغذائي والسيادة هما في صلب استراتيجية الجيل الأخضر التي تتماشى مع النموذج التنموي الجديد للمملكة ويشكلان أولوية استراتيجية لبلادنا والتزاما أساسيا اتجاه المجتمع الدولي.
وخلال هاته المناسبة، قام الوزير بعرض إنجازات المغرب في المجال الفلاحي التي تم تعزيزها في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 بهدف صمود واستدامة النظام الغذائي الوطني. مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تعطي أهمية كبيرة لمجالات البحث والابتكار والتحول الرقمي للفلاحة، والتنوع البيولوجي، والفلاحة التضامنية، وريادة الأعمال لدى الشباب.
كما أكد الوزير، خلال ذات المناسبة، أن قطاع الصيد البحري، استفاد أيضا من التقدم الإيجابي في إطار استراتيجية “أليوتيس”، لا سيما من حيث الإنتاج والقدرة على الصمود والتنمية المستدامة.
وأضاف خلال حديثه، أن المملكة المغربية تنمي وتدعم بقوة التعاون جنوب- جنوب، مشيرا إلى أنها قامت في إطار التعاون الثلاثي، بوضع رؤية ترتكز على تقاسم التجارب الناجحة للتنمية الفلاحية مع البلدان الإفريقية الشريكة، بهدف المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، على وجه الخصوص الهدفين 1 و2، بما في ذلك القضاء على الفقر والجوع وضمان الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز التنمية المستدامة في مجالات الفلاحة والصيد البحري.
هذا، وقد قام الوزير كذلك، على هامش هذا الحدث، بلقاء كل من وزير الفلاحة الاسباني، ووزير الفلاحة لجمهورية كينيا ووزير الفلاحة والتنمية القروية لكود ديفوار وكاتبة الدولة لدى وزارة التغذية والفلاحة الألمانية.
ويهدف هذا المنتدى إلى معالجة القضايا الملحة المتعلقة بالتغذية وتزويد الأسواق من طرف وزراء الفلاحة بالعديد من الدول والخبراء الدوليين والجهات المعنية، وكذا إيجاد حلول مشتركة واستكشاف سبل التعاون الدولي والوطني حول القضايا المتعلقة بالنظم الغذائية.
ويعقد هذا المنتدى سنويا منذ سنة 2009 في إطار الأسبوع الأخضر العالمي، وقد أثبت نفسه كمؤتمر رائد على المستوى العالمي حول قضايا مستقبل قطاع الصناعات الغذائية. ويشكل المؤتمر، الذي يعرف مشاركة حوالي 70 وزيرا، فرصة للخبراء في مجال السياسة والأعمال والعلوم والمجتمع المدني لدراسة ومناقشة القضايا والتحديات المتعلقة بالسياسة الزراعية العالمية والأمن الغذائي.
وتنظم هذه النسخة تحت شعار: “تحويل النظم الغذائية: استجابة عالمية للأزمات المتعددة”؛ وهو موضوع يعكس آثار وباء كوفيد 19، والتحديات المناخية، وتقلبات أسواق السلع الأساسية، والزيادات في أسعار الطاقة والمدخلات، والاضطرابات التجارية والحرب بين أوكرانيا وروسيا، التي أثرت جميعها سلبا على نظام الغذاء العالمي الذي كان يشهد هشاشةً من قبل.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...