أزمة ببريطانيا بسبب الطماطم المغربي

ألقت تداعيات وقف صادرات المغرب، بظلالها على عدد من الأسواق الخارجية، وذلك من أجل حل أزمة غلاء الأسعار التي تشهدها المملكة وكذا في سبيل توفير المخزون الداخلي.

وعلى إثر هذه الخطوة، باتت الأسواق التجارية في بريطانيا تفتقد لمخزون الطماطم، حيث نشر بريطانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لرفوف “سوبر الماركت” وهي خالية في جميع انحاء المملكة المتحدة.
وفي نفس السياق، نقلت وسائل الاعلام البريطانية تصريحات لإحدى المتسوقات في منطقة كارديف، أفادت فيه أنها: “ذهبت إلى ثلاثة متاجر سوبر ماركت مختلفة ولم تجد أي حبة طماطم”.
وأمام هذا الوضع، دقت أٍرباب المحلات التجارية البريطانية، ناقوس خطر تراجع الإنتاج الداخلي وكذا المخزون الذي تتوصل به من طرف المغرب واسبانيا، باعتبارهما المزودين الرئيسيين للبلاد بهذا المنتوج، بينما اضطرت شركات الخدمات الغذائية والمطاعم إلى تسوية عمليات التسليم المخفضة حيث يحاول تجار الجملة توزيع العرض المحدود.

وقال موقع “فرويتنيت”، المختص في المجال الفلاحي، أن هناك مشاكل كبيرة في الإمداد بالطماطم المغربية حسب المستوردين. وتحدث الموقع ذاته عن سبب تراجع إمدادات الطماطم من المغرب قائلا: “في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا كان على المزارعين والموردين مواجهة عاصفة كاملة من درجات الحرارة الباردة والأمطار الغزيرة والفيضانات.. خلال الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة الماضية – وكلها أثرت بشكل خطير على حجم وصول الفاكهة إلى بريطانيا”.
وأكد المصدر نفسه أن الطقس السيئ في إسبانيا والمغرب، من حيث تأتي معظم الطماطم، يؤثر على الإمدادات.
من جانبه قالت المتحدثة باسم رابطة مزارعي الطماطم البريطانية (BGTA) غولي وولي لصحيفة The Grocer: “تؤثر أسعار الغاز بالجملة على جميع المزارعين وتوفر الطماطم مشكلة عالمية”. الأمر الذي أسفر عن ارتفاع أسعار الطماطم بشكل صاروخي، حيث تم الإبلاغ عن أسعار أعلى مرتين إلى ثلاث مرات من المستويات العادية.
وأفادت رئيسة الاتحاد الوطني للمزارعين مينيت باترز في تصريح لها لقناة لبي بي سي: أن “الطعام البريطاني مهدد… في وقت يهدد التقلب العالمي استقرار إنتاج الغذاء والأمن الغذائي وأمن الطاقة في العالم. أخشى أن البلاد تسير نائمة نحو المزيد من أزمات الإمدادات الغذائية. مع أن مستقبل إمدادات الفواكه والخضروات البريطانية في ورطة”.
يشار إلى أن العلاقات التجارية بين المغرب والمملكة المتحدة تحسنت بشكل كبير بعد عملية “بريكسيت”، حسب بلاغ صحافي صادر عن الدورة الثانية لمجلس الشراكة المغربية البريطانية، المنعقد يوم الخميس، فقد ارتفعت المبادلات بنحو 50 في المائة، لتنتقل من 15.3 مليارات درهم سنة 2019 إلى 22.9 مليارات درهم العام الماضي.