ليس ثمة لحظة بعينها تنسم فيها ذو البشرة سوداء عبير الحرية، ولا هنالك تاريخ محدد يرمز لانتهاء العبودية التي تمارسها جبهة البوليساريو الانفصالية بإيعاز من حاضنتها الجزائر في مخيمات تندوف.
وفي هذا الصدد، نفض منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين” الغبار عن ملف العبودية ليعود الى التداول من جديد، حيث أفاد المنتدى أن ملف العبودية يعتبر من الطابوهات المسكوت عنها داخل مخيمات تندوف، بحيث تعمل قيادة البوليساريو دائما على منع إثارته في العلن وقمع كل من يسعى لفتحه، خاصة أن الانتماء القبلي شكل القاعدة الاجتماعية من أجل تشكيل البوليساريو، الذي على أساسه يتم الحصول على الامتيازات، أو المساعدات الإنسانية أو السفر للخارج للدراسة أو العلاج، أو في الحصول على المناصب والمسؤوليات.
مبرزا أن “الساكنة تعيش كل أنواع الانتهاكات، بالأخص ذوي البشرة السوداء الذي يتسم واقعهم بالقسوة بسبب التمييز والاقصاء”.
وأوضح المصدر عينه، أن الواقع الإنساني البئيس طفا على السطح حيث توصل المنتدى بـنداء استغاثة على شكل مقطع فيديو قصير لشاب يعاني من الرق والاستبعاد داخل المخيمات، حيث صرح شاب بإنه منع من التمتع بوثائقه الثبوتية والتسجيل باسم والده الحقيقي من طرف “سيده” (الشخص الذي يستعبده)، مؤكدا في شهادته أنه تعرض للتهديد بالقـ ـتل والضرب المبرح من طرف الشخص الذي يستعبده، مطالبا إنصافه وتحريره منه بعدما أكد أنه يملكه وأنه على والده الحقيقي أن يدفع المال مقابل امتلاكه.
وفي نفس السياق، أكد منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف أن الفيلم الوثائقي “المسروق” “Stolen”من إنتـاج أستـرالي، لعب دورا كبيرا في تسليط الضوء على ظاهرة العبودية داخل المخيمات عبر عرضه مجموعة من الشهادات حول معاناتهم من العبودية، حيث حاز الفيلم على عدة جوائز في مهرجانات دولية، فيما تمت مشاركته بمهرجان ملبورن السينمائي الدولي.
وأشار منتدى داعمي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف أن مخرجة الفيلم” فيوليتا أيالا “، قد تعهدت بتخصيص جزء من إيرادات وأرباح الفيلم، لصندوق خاص من أجل المساهمة في لم شمل العائلات الصحراوية التي تعاني من العبودية والممارسات التمييزية في مخيمات تندوف، إلا أن هذه المبادرة المقدمة لصالح الساكنة ضربت عرض الحائط من طرف جبهة البوليساريو الانفصالية التي حاولت منع عرض الفيلم بشكل كلي بحجة عدم دقة الترجمة من اللهجة الحسانية إلى اللغة الإنجليزية ناهيك عن ارغام بطلة الفيلم الوثائقي، التي أحضرت من مخيمات تندوف، على نفي كل ما قيل في الفيلم.
للتذكير فقد تعددت أنواع القهر والظلم الذي تمارسها جبهة البوليساريو الانفصالية على غرار الاستعباد من تجنيد الأطفال ونهب المساعدات الإنسانية.