ورثت السيدة سعيدة كريم العمراني، وهي سيدة الأعمال المتميزة والناجحة، الكثير من خصال والدها الراحل، رجل الدولة كريم العمراني. لكن أكثر ما ورثته عنه، ليس فقط تبصره، وحنكته كرجل دولة ورجل اقتصاد مشهود له ببعد النظر وثاقب الفكر، ولكن أيضا وطنيته وتشبثه بثوابت الأمة المغربية.
يشهد للسيدة سعيدة العمراني، وهي القدوة والرائدة التي كانت سباقة لولوج عالم المال والأعمال، بالكفاءة، والبصيرة، وبأنها النموذج الفذ الذي يحمل الكثير من صفات الرجل الذي خلد اسمه في تاريخ الوطن. رجل مثل الراحل كريم العمراني من الصعب أن يتكرر، وكذلك السيدة سعيدة، ابنته أطال الله عمرها.
في نعيه قال عنه جلالة الملك محمد السادس «كان الفقيد الكبير من الوطنيين الصادقين المتشبثين بثوابت الأمة ومقدساتها، والعاملين بكل إخلاص ونكران ذات واجتهاد في خدمة وطنهم، فتقلد أكبر المسؤوليات في عهد والدنا المنعم جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، مستشارا لجلالته ووزيرا أول، ومديرا عاما للمكتب الشريف للفوسفاط، ومؤسسا للعديد من
المؤسسات الاقتصادية المغربية، مبرهنا خلال قيامه بما تقلده من مهام عن كفايته وتبصره، وحنكته كرجل دولة ورجل اقتصاد مشهود له ببعد النظر وثاقب الفكر».
وكذلك هي السيدة العمراني، سيدة أعمال، ورثت عنه خبرته ونباهته، وهي الخبرة التي توظفها اليوم ليس فقط، في مجال المال والأعمال، ولكن أيضا في
خدمة مجتمع متضامن، فهي إلى جانب مسؤولياتها المتعددة، لاتدخر جهدا، في أن تكون عضوا نشيطا في مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وأن يكون للمؤسسات التي تشرف على إدارتها حضور وزان وقوي في «مغرب متماسك»، ومتآزر.
إلى جانب مشاغلها الكثيرة وطموحاتها التي بلا حدود، تخصص السيدة العمراني حيزا كبيرا من وقتها لدعم الأنشطة الاجتماعية والتضامنية، وإلى جانب
مسؤوليتها في مؤسسة محمد الخامس للتضامن، فإنها أيضا تحرص على القيام بالعديد من المبادرات الخيرية، سواء بشكل مؤسساتي أوشخصي.
ورثت السيدة سعيدة اسم عائلة عريقة. وإلى يومنا هذا لايكاد يُذكر اسم الراحل كريم العمراني، إلا ويتذكر المغاربة الوزير الأول الأسبق، الذي تولى هذا المنصب ثلاث مرات ضمن ست حكومات، والذي سنت في عهده إصلاحات هامة، أبرزها برنامج التقويم الهيكلي، وإصلاح الميزانية، والإصلاح الضريبي من خلال اعتماد منظومة حديثة.
الراحل كريم العمراني كان كذلك أحد رواد القطاع المقاولاتي في المغرب، فهو أول مدير عام للمكتب الشريف للفوسفاط، وهو من أشرف على تنفيذ سياسة تحويل المكتب إلى مجموعة المكتب الشرف للفوسفاط، فضلا عن تثمين خام الفوسفاط الذي جعل المجموعة تتموقع ضمن أكبر الفاعلين العالميين في مجال الفوسفاط ومشتقاته .
وفي مجال الأعمال، انخرط الفقيد، منذ بداية الأربعينيات من القرن الماضي، في وضع اللبنات الأولى لنشاطه المقاولاتي، وبادر إلى إنشاء مجموعة (سفاري)، التي يعد مؤسسها ورئيسا مديرا عاما لها، كما ساهم في بروز القطاع المصرفي، لاسيما من خلال مصرف المغرب الذي خرج للوجود عقب اندماج الشركة الإفريقية للأبناك، التي كان أحد المساهمين فيها، ومصرف ليون المغرب. بالإضافة إلى إنشاء البنك المغربي للتجارة الخارجية كذراع للدولة
من أجل المساهمة في تنمية وتطوير الصادرات المغربية، وخاصة بالمكتب الشريف للفوسفاط.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...