هذه الانتخابات هي تيرمومتير الانتخابات التشريعية التي لم يعد يفصلنا عنها اليوم إلا أقل من شهرين يوم23يوليوز المقبل بعد إعلان رئيس الحكومة بيدرو سانشيث عن اجراء الانتخابات في ذروة الصيف، رئيس الحكومة الإسبانية يحاول تجاوز الأزمة الآن و تفعيل سيناريو كان قد حضر له مسبقا و الظاهر فيه هو تسريع الانتخابات لوقف النزيف وارباك عملية تشكيل الحكومات الجهوية التي فاز فيها اليمين، وسيستعمل سانشيث فزاعة اليمين المتطرف لاستنهاض الهمم والضغط على التيار التقدمي لتجاوز هذا التيار لخلافاته بحكم استشعار الخطر واختفاء بوديموس في عقر داره بمدريد وعدة جهات مهمة، وقد يكون مصيره مثل مصير سيودادنوس الذي كان اختفاءه من مدريد مؤشرا على نهايته. المعادلة ستقوم على استنهاض الهمم في صفوف التيار التقدمي واستعمال فزاعة اليمين المتطرف.
لكن هذا لا يمنع من أننا بصدد سيناريو آخر ، وهو احتمال فشل بيدرو سانشيث في وقف النزيف. وبالتالي فوز الحزب الشعبي اليميني و حزب بوكس اليميني المتطرف بالانتخابات التشريعية المقبلة وتشكيل حكومة جديدة باسبانيا سيكون فيها الحزب الشعبي مضطرا للتحالف مع اقصى اليمين، وهو امر محرجا داخليا واوروبيا وإن لم يكن سابقة في اوروبا ، وهذا ما سيضع العلاقات المغربية الاسبانية أمام امتحان جديد بحكم أن النخبة المتحكمة في الحزب الشعبي بزعامة فيخو لا تعرف المغرب بشكل جيد ولديها تصورات عامة عن الجار الجنوبي لاسبانيا، مثلما أن المسؤول عن العلاقات الخارجية للحزب استيبان بونس غونزاليث، والمحتمل ان يكون وزير خارجية الحكومة اليمينة، مقرب جدا من الجزائر، و التحدي الثاني يأتي من حزب بوكس الذي رغم عدم اهتمامه بقضية الصحراء المغربية و مقاطعته للبوليساريو في اللجان التي تشكل لدعم الجبهة في البرلمانات الجهوية لاعتباره انه ملف يهم السياسة الخارجية التي هي امر بيد الحكومة المركزية بيد أن له ارتباطات ببعض التيارات المتشددة داخل المؤسسة العسكرية المناوئة تقليديا للوحدة الترابية للمغربية وهو التيار الذي يعبر عن مواقفه بعض الجنرالات المتقاعدين في بعض المقالات التي تنشرها صحيفة ايل موندو بين الفينة والاخرى، ويمكن ان يوظف هذه الورقة للضغط والتفاوض في قضايا اخرى، مثلما أنه سيمارس ضغطا كبيرا على المغرب في ملف سبتة ومليلية في محاولة بارضاء قواعده و سيضغط في مسألة الهجرة غير الشرعية على المغرب، وسيدفع باتجاه تشديد القوانين على المهاجرين القانونيين في اسبانيا وبينهم حوالي مليون مغربي حتى ينفذ جزءا من سياسته التي يبني عليه خطابه، وسيمارس ضغطا محتملا على المغرب في ملف ترحيل القاصرين أيضا. لذلك وجب الانتباه بدقة لما يجري في اسبانيا الآن.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...