يوارى جثمان المقاوم والسياسي، محمد بنسعيد آيت إيدر، بعد عصر يومه الأربعاء، الثرى في مقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، بجوار قبر المجاهد عبد الرحمان اليوسفي ورفيقه في الكفاح عبد الله ابراهيمي.
بنسعيد الرجل غير العادي في مسار السياسة، ولد سنة 1925، في قرية تيمنصور في شتوكة آيت بها، وانخرط في مقاومة الاستعمار وتعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير.
وقد ساهم الراحل في تأسيس منظمة 23 مارس اليسارية، وبعد عودته إلى المغرب أسس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي 1983 وتحمل مسؤولية أمينها العام، وباسمها انتخب نائباً في البرلمان عن منطقة شتوكة آيت باها.
وكان بنسعيد أو نائب برلماني أثار قضية معتقل “تازمامارت” الرهيب في جلسة علنية داخل مجلس النواب.
وساهم الراحل، سنة 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية، لكن اختيارات بن سعيد الديمقراطية ستبعده عن حلفائه عندما اختار التصويت ضد دستور 1996، مما حدا بوزير الداخلية، آنذاك، إدريس البصري، إلى دفع مجموعة من مناضلي حزبه إلى الانشقاق عليه وتاسيس حزب جديد بإسم “الحزب الإشتراكي الديمقراطي”.
وفي عام 2002، ساهم بنسعيد في تأسيس حزب “اليسار الاشتراكي الموحد”، لكنه ظل بعيدا عن تحمل أي مسؤولية سياسية، وكان يعتبر مرجعا سياسيا وأخلاقيا لرفاقه في اليسار الديمقراطي يستشرونه في المحطات الصعبة.
وحتى وفاته عاش بنسعيد وفيا لمبادئه، مناصرا لقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وللقضية الفلسطينية، وهي المبادئ التي ضحى من أجلها طيلة حياته، ما أكسبه إحتراما كبيرا في جميع الأوساط السياسية اليسارية والإسلامية والليبرالية، وشعبية واسعة بين بسطاء الناس.
ويعتبر بنسعيد، رجلا غير عادي، حيث كان أحد الشخوص التي ساهمت في تشكيل أحداث مغرب القرن 20، كما قاد جيش التحرير من الميدان، وعاش على هذا الغرض قائدا عظيما وملهما، إلى أن وفاته المنية صباح أمس الثلاثاء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...