بعد الأزمة العميقة التي خيمت على سماء العلاقات المغربية الفرنسية، استقبلت بريجيت ماكرون سيدة الإليزيه، أمس الأول الإثنين، الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللاحسناء. فيما أعلن الديوان الملكي أنه بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم الإثنين 19 فبراير استقبال صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللا حسناء لمأدبة غداء بقصر الإليزي، بدعوة من السيدة بريجيت ماكرون. وتندرج هذه المأدبة، يضيف البلاغ، في إطار استمرارية علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية. وأعلنت الرئاسة الفرنسية في منشور على إنستغرام أرفقته بصورة “استمرارا لعلاقات الصداقة التاريخية بين فرنسا والمملكة المغربية، استقبلت السيدة بريجيت ماكرون صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء”. وأضافت الرئاسة “في هذه المناسبة، حضر الرئيس إيمانويل ماكرون للترحيب بهن”، مشيرة إلى أن رئيس الدولة “تحدث مؤخرا هاتفيا مع صاحب الجلالة محمد السادس”.
واعتبر مراقبون، أن الاستقبال يأتي في إطار زيارة لها رمزية سياسية هامة، في مرحلة تعرف فيها العلاقات بين البلدين أزمة سياسية ودبلوماسية متعددة الأسباب. وفي هذا الصدد أكد محمد شقير باحث في الشؤون السياسية، أن الإليزيه يسعى إلى تذويب جليد الخلاف بين البلدين، والخروج من المنطقة الرمادية التي أشار إليها الملك محمد السادس في خطابه الأخير.
وأضاف نفس المتحدث في تصريح أدلى به لموقع “الأنباء تيفي” أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أبدى في مكالمات هاتفية مع الملك محمد السادس، رغبته في تعزيز التعاون والشراكة مع المغرب، والتحضير لعقد قمة ثنائية في أقرب وقت ممكن.
ولفت المتحدث ذاته، الى أن استقبال الأميرات، يمهد لخلق الأرضية السياسية المناسبة لعقد لقاء مرتقب بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي، بعد أن سبق لجلالة الملك أن رفض اللقاء بماكرون خلال زياراته الخاصة لفرنسا.
وقال الباحث في الشؤون السياسية، ان الانفراج السياسي بين البلدين قد يتم من خلال دبلوماسية بثاء التأنيث ليس فقط من خلال استضافة صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللا حسناء، ولكن أيضا من خلال تعيين سفيرة مغربية بباريس لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وزاد شقير يمكن ان تكون هذه السفيرة بخبرتها التواصلية وقربها من دوائر القرار بالقصر قد مهدت وحضرت لترتيب هذه الاستضافة.
في نفس السياق، كان سفير فرنسا بالمغرب كريستوف لوكورتييه، سباقا إلى الحديث عن موضوع الخلاف بين الرباط وباريس، إذ قال الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، أنه سيكون من ” الوهم وعدم الاحترام ” الاعتقاد بإمكانية بناء مستقبل مشترك مع المغرب دون توضيح موقف فرنسا بشأن قضية الصحراء .
وأضاف لوكورتييه، في معرض رده على سؤال حول موقف فرنسا من قضية الصحراء، أنه ”سيكون من الوهم تماما وعدم الاحترام، الاعتقاد بأننا سنبني ما آمل أن نكون قادرين على بنائه، لبنة تلو الأخرى، من أجل طمأنينة بلدينا وبعض الجيران الآخرين، دون توضيح هذا الموضوع، من العلم أن الجميع في باريس يعرف ويدرك الطابع الأساسي للمملكة، أمس واليوم وغدا“. وأضاف الدبلوماسي الفرنسي” كيف يمكننا أن ندعي أن لدينا هذه الطموحات دون الأخذ بعين الاعتبار الانشغالات الرئيسية للمملكة بشأن هذه القضية“. وتابع “فرنسا واعية بأهمية هذا الموضوع بالنسبة للمغرب. كما تدرك التطور الذي يشهده العالم، مضيفا أنه في الحوار الذي نجريه مع المغرب، سيتم إثارة هذه القضية، كما هو الحال منذ سنة 2007 ، وذلك ضمن منطق الاستمرار في الشراكة القائمة منذ سنين وخلال العقود القادمة “. يشار إلى أن آخر زيارة رسمية للأميرات الثلاثة إلى فرنسا، كانت في العام 2019، عندما شاركن في حفل تأبين الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...