إن ازدهار الساكنة يمر بالأساس عبر تحديد احتياجاتها وانتظاراتها بشكل فعال، لذلك تبذل جهود كبيرة في جميع أنحاء العالم لتحسين جمع المعطيات الديموغرافية وتحليلها باستمرار.
وفي هذا السياق، يشكل تخليد اليوم العالمي للسكان، اليوم الخميس، فرصة لتسليط الضوء على هذه الجهود.
واعتبار لأن لكل شخص أهميته، وأنه يجب أن يتمتع كل فرد على هذا الكوكب بحقوقه الإنسانية ويحقق كامل إمكاناته، فإن اليوم العالمي للسكان ينبغي أن يلفت الانتباه إلى ضرورة وضع نظم معطيات تعكس بأمانة التنوع البشري.
ويشكل اليوم العالمي للسكان أيض ا فرصة للاحتفاء بالتقدم المحرز في تحسين تقديم الرعاية الصحية على مستوى العالم، ويرجع الفضل في ذلك جزئي ا إلى الثورة التكنولوجية التي تجعل من الممكن قياس واقع الأشخاص وتجاربهم بشكل أكثر فعالية من أي وقت مضى.
وأكدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، نتاليا كانيم، بهذه المناسبة، أنه “لا يتحقق تقدم الإنسانية إلا بشمول جميع البشر بتنوع هوياتهم في كل مكان في العالم. وفي هذا الإطار، يجب أن يبذل العالم المزيد من الجهود الحثيثة من أجل ترسيخ الشمول ب غية القضاء على أوجه انعدام المساواة، وتحقيق س ب ل السلام وتعزيز الرخاء والازدهار، وفتح نوافذ الأمل”.
وفي بيان بمناسبة اليوم العالمي للسكان، أشادت السيدة كانيم بالتقدم “الهائل” الذي أ حرز في جمع المعطيات الديموغرافية وتحليلها واستخدامها على مدى السنوات الثلاثين الماضية، استجابة لدعوة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لعام 1994.
وأشارت إلى أن الإحصاءات الديموغرافية الجديدة، المصنفة حسب العمر والعرق والنوع الاجتماعي وعوامل أخرى، تعكس التنوع داخل مجتمعاتنا، مشيرة على سبيل المثال إلى أن ثلثي بلدان العالم تدرج الآن أسئلة عن الإعاقة في استطلاعات الإحصاء السكاني.
المغرب يعمل على قدم وساق لإنجاح احصائه السكاني المقبل
يولي المغرب، الذي يستعد لإجراء الإحصاء العام السابع للسكان والسكنى 2024، أهمية استراتيجية لمختلف القضايا المرتبطة بديموغرافيته، سواء في مضمونها المفاهيمي أو في طرائقها المنهجية والتكنولوجية.
ففي يونيو الماضي، وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بخصوص الإحصاء العام السابع للسكان والسكنى المقرر إجراؤه في نهاية صيف هذه السنة.
وقد أعطى جلالة الملك، في هذه الرسالة، تعليماته السامية من أجل معالجة نتائج هذا الاستحقاق الوطني الكبير وتحليلها بجدية من أجل جعلها أداة مهيكلة للسياسات العمومية على المستويين الوطني والمحلي.
وهكذا، على المستوى الجهوي، يعمل جميع الفاعلين جاهدين على ضمان سير الإحصاء العام المقبل بسلاسة. وقد مك نت أعمال الخرائطية للإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 من تقسيم التراب الوطني إلى حوالي 38 ألف منطقة إحصاء.
وبالمثل، أطلقت المندوبية السامية للتخطيط حملة تواصلية الخاصة بالإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، وكشفت عن الهوية البصرية والشعارات التي تضمنتها، والتي تعبر عن القيم المرجعية التي اعتمدتها. بالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ مجموعة من التدابير التنظيمية في مختلف جهات وأقاليم المملكة، وتعبئة موارد بشرية ولوجستية كبيرة.
ونظرا لكون العنصر البشري يظل عاملا أساسيا في نجاح أي إحصاء للسكان، فقد تم اعتماد نموذج معلوماتي لانتقاء المرشحين المشاركين في هذه العملية الوطنية الكبرى، بما في ذلك الباحثون المكلفون بالإحصاء ميدانيا، والمراقبون، والمشرفون.
وبلغة الأرقام، تتكون الموارد البشرية للإحصاء من 40 ألفا و882 باحثا، و11 ألفا و904 مراقبين، وألف و71 مشرفا جماعيا.
وفضلا عن أهميته الإحصائية، فإن الإحصاء العام للسكان والسكنى في المغرب يعد بتجديد الروابط مع السكان المغاربة بهدف الاستماع إلى احتياجاتهم وتطلعاتهم وتحليلها. ويظل الهدف النهائي تعزيز النموذج المجتمعي المغربي والمساهمة في إنجاح النموذج التنموي الجديد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...