تحتفل المملكة المغربية، كغيرها من دول العالم، في 17 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية. بمناسبة هذه الذكرى، أكدت البروفيسور أمال بورقية، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي وتشجيع التبرع بالأعضاء، على الدور الحيوي للتبرع في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة حياة المرضى، مشيرة إلى التحديات التي تعوق هذا العمل الإنساني في المغرب.
إنقاذ حياة الناس
تعتبر البروفيسور بورقية أن هذا اليوم يمثل فرصة لتعزيز الوعي لدى المواطنين وصنّاع القرار حول أهمية التبرع بالأعضاء، خاصة مع تزايد الحاجة إلى الأعضاء لدى المرضى. وأكدت أن التبرع بكليّة أو عضو حيوي آخر يمكن أن ينقذ حياة إنسان ويعيد له جودة الحياة، مشيرة إلى دور الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي في تنظيم حملات توعوية لتعزيز الفهم الصحيح لهذا الموضوع عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
من الناحية العلمية، شهدت زراعة الأعضاء تطورات كبيرة على المستوى العالمي. أبرزت البروفيسور بورقية التقدم الذي حققته إسبانيا، حيث تم إجراء أول عملية زرع رئة باستخدام الروبوت دون الحاجة إلى شق الصدر، مما ساهم في تقليل المضاعفات للمرضى والمتبرعين. بالإضافة إلى ذلك، تطورات استخدام الذكاء الاصطناعي تساعد في تحديد المتبرعين المناسبين، مما يزيد من نجاح العمليات.
التبرع بالأعضاء في المغرب
رغم التطورات العالمية، لا يزال المغرب يواجه نسبًا ضئيلة في التبرع وزراعة الأعضاء. فمنذ إجراء أول عملية زراعة كلى في 1986، لم تتجاوز عمليات الزراعة 640 حالة. هذا الرقم يعد متدنيًا مقارنةً بالمعايير العالمية التي تتطلب إجراء ما لا يقل عن 50 عملية سنويًا لكل بلد، وهو ما يثير الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الأطباء في مراكز متخصصة لتطوير هذا المجال.
أما على مستوى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، فلا يزال العدد محدودًا، حيث لم يتعدى 1200 شخص مسجل، رغم توفر المغرب على ترسانة قانونية ومراكز طبية مؤهلة. وتؤكد البروفيسور بورقية أن هذه الأرقام لا تلبي الطلب الكبير من المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى التبرع.
ضعف الإقبال
تعود مشكلة نقص الإقبال على التبرع إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها الجهل بالأحكام الدينية والقانونية المتعلقة بالتبرع، وانتشار الشائعات والمفاهيم الخاطئة. وقد شددت البروفيسور بورقية على ضرورة تعزيز التوعية العامة بمشاركة رجال الدين والقانون والأطباء، إلى جانب المجتمع المدني، لتفادي هذه المغالطات.
ختامًا، ترى البروفيسور أن التبرع بالأعضاء مسؤولية إنسانية مشتركة تتطلب تعاون جميع الفاعلين لزيادة الوعي وتحفيز المواطنين على الانخراط في هذا العمل النبيل الذي قد يكون سببًا في إنقاذ حياة العديد من المرضى.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...