حقيقة أن هناك الكثير من الأسئلة التي غالبا ما تستوقفنا وتستوجب علينا التمعن فيها ولم لا إيجاد أجوبة ومخرجات سريعة لحلها، ومن بين هذه الاسئلة السؤال التالي: لماذا علم المنطق أصبح يغلب عليه نوع من العشوائية وسياسات القطيع والمصلحة الخاصة بدل الثوابت والأسس العقلانية التي بني عليها؟. مما لا شك فيه أن المنطق هو علم معياري، أي أن قاعدته ونموذجه تبني عن حقائق صادقة وصحيحة نابعة من العقل الإنساني السليم، هذه الأخيرة الذي تعد المنبع والمصدر لکل ما يتعلق بالثوابت الاجتماعية والقانونية علمًا وعملًا. كما أنها منذ ولادتها الأولى هي من صناعة العقل الإنساني السليم والجاد، حيث أن كل تطور يصيبها فإن وراءه حکم من أحكام العقل، وما يحکم به العقل يستمد وجوده وريه وسقياه من أحكام المنطق. ولهذا فإنه على مر العصور لم يکن القانون بمعزل عن حکم المنطق سواء من خلال مبادئه وأحكامه وصياغته التشريعية والفقهية وكذلك المجالات المصاحبة له كالتحليل والتفسير. كما أن المنطق هو مرتبط بالتفكير الصحيح المنظم والسليم وهو مانع الدهن من الوقوع بالخطأ، بحيث يساعده للوصول للحقيقة سواء من خلال المنهج الاستنباطي والاستقرائي، وليس التفكير الخاطئ. الذي قد ينتج عنه العديد من المغالطات التعميمية، والتي كثيرا ما يستهدفها بعض المتربصين والقناصين لاستغال الفجوات والفرص، من أجل خلق الفتنة والبلبلة بين المجتمع والافراد، وهذا ما نلاحظ انتشاره وبكثرة في الاواني الأخيرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعية الغير الهادفة، هذه الأخيرة التي تفتقد للمنطق العقلاني والقانوني وحتى الأخلاقي منه، مما يؤجج الفرد ويجعل العشوائية وسياسات القطيع تعرف انتشار واسع لديه، هذه السياسات التي تغلب عليها المشاعر بدل العقل والحكمة والمنطق السليم. إن وجود ما يسمى بالمنطق القانوني يعتبر أمر جوهريا لا يجوز التشکيک فيه، إذ ان العلاقة بين المنطق والقانون، کالعلاقة بين القانون والمجتمع. فليس هناك قانون بلا مجتمع، ولا مجتمع بلا قانون، وأيضا فلا وجود لقانون بدون منطق، ولا يوجد منطق بلا قانون فالقانون فکرة منطقية کما هو فکرة اجتماعية، ووسيلة لإدراك الغاية المفيدة والهادفة. وكعادة مقالتي والتي من خلالها ارغب دائما في ذكر بعض الأمثلة والحكايات الطريفة لتكون ابتسامة طفيفة غايتها وأهدافها في نفس الوقت خلق لمسة وعبرة لتغيير ما يجب تغييره لهذا أحببت مشاركتكم هذه الحكاية وهذا الحوار بين التلميذ وأستاذه حول المنطق والقانون.” حيث يحكى أنه ذات يوم سأل تلميذ أستاذه، لماذا أعطيتني أضعف نقطة في القسم ..؟! فأجاب الأستاذ لأنك لا تفهم شيئاً في علم المنطق، فتعجب التلميذ وبسرعة بديهية قال لأستاذه وهل تفهم أنت يا أستاذ كل شيء في علم المنطق..؟! فأجابه الأستاذ بكل ثقة نعم. لكن التلميذ أخبره أنه يتحداه إذا أجاب على ثلاثة أسئلة بأن يحول نقطته إلى أعلى نقطة في القسم.. !فرد عليه الأستاذ : أنا موافق، هات الأسئلة !التلميذ للأستاذ، ما هو الشيء القانوني وغير المنطقي ..؟ وما هو الشيء المنطقي وغير القانوني ..؟ و ما هو الشيء غير المنطقي و غير القانوني ..؟ فأخد الأستاذ في التفكير دون رد سريع! فرد التلميذ اذن حوّل نقطتي إلى أعلى علامة في القسم، وسأجيبك عن الأسئلة! الأستاذ: نعم حولتها الان، تفضل ! التلميذ أنت يا أستاذ عمرك 60 ومتزوج من فتاة عمرها 24 وهذا قانوني، لكن غير منطقي، وتلك المرأة تخونك مع طالب عمره 25 سنة وهذا منطقي ولكن غير قانوني. ! وأخيرا أنت لديك حسب كلامك طالب كسول في القسم لا يفقه شيئاً في علم المنطق وأنت أعطيته أعلى علامة في القسم على الرغم من عدم اجابته الصحيحة في الاختبار، وهذا غير منطقي وغير قانوني يا استاذي الفاضل. فأين اذن هو المنطق الآن”. فلم لا يا إخواني لا نأخذ جرعة صحية سليمة لكي نعيد المنطق لنصابه وثوابته الصحيحة التي بني عليها حتى لا تضيع الأمور ويتم استغالاها من المتربصين الطامعين لشعار ” لا منطق لا قانون” لنتمكن من رؤية زمننا القادم بالشكل الجميل والصحيح والمنطقي والعقلاني والقانوني الصادق والهادف .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...