يحكى أن شخصا كان له صديق عزيز وحميم تربطه به علاقة وطيدة ولكن مشكلته أنه كان يغار منه في شيء واحد فقط، وهو وصوله لصلاة الفجر قبله يومياً، بحيث كلما حاول أن يأتي مبكراً الا وقد وجد صديقه قبله، فتعجب لذلك وسأله عن سر حفاظه على التبكير دوما؟ فقال له: يا صديقي لي زوجتان تتنافسان في خدمتي وإعانتي على ذلك ولله الحمد. فتحمس صديقه من كلامه وتزوج على الفور بسيدة أخرى دون تفكير، فصار ولله الحمد ينام معه في المسجد ويداوم معه في التبكير. ويوما سألت شخصا عن سر تردد الرجال باستمرار للمقاهي فرد علي هل تعتقد انه رغبة في تذوق واحتساء القهوة والعصير، بل بالعكس إنه هروب من نكد الزوجة وخصخصتها الزائدة. حقيقة أن الحديث عن الزواج بأكثر من واحدة أصبح بلا شك مجالاً للفكاهة والنقاش الجاد بين معارض ومؤيد وناوي وخائف من الاقدام عليه، وذلك من خلال مجالسنا وأحاديثنا اليومية بين الأصدقاء أو حتى مع خلوتنا النفسية، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه وهو: ما سبب الحديث عن تعدد الزوجات والترغيب فيه? على الرغم من عدم انتشاره وشيوعه بشكل واسع في أيامنا الحالية مقارنة بالماضي. وما سبب شيوع الحملات التي تعارض التعدد وتحرّمه، وتسعى في نفس الوقت لمنعه بالقانون ?وما سبب اقدام بعض الأصحاب المقربين على نصح أصدقائهم بالزواج من ثانية على الرغم من معاناتهم وتجاربهم الفاشلة، كما حدث في القصة التي بدأنا بها هذا المقال ? وما سبب جلوس الرجال بالمقاهي لساعات أطول من البيت? وما السبب الحقيقي في الحديث والمطالبة بإلغائه على الرغم جوازه دينيا? وخير دليل على هذا نجد أن معظم الأنبياء والرسل واللائي يعدون قدوة لكل البشر، قد أحل الله سبحانه وتعالى لهم التعدد، لأنه في الحقيقة لو كان شيئا معيبا ومفسدا ومن المعاصي كما يدعي البعض لما تركه الله دون تطهير قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منه وهو طفل صغير. قد لا يتفق الجميع على تأييد فكرة تعدد الزوجات، فمنهم من يراها عبئاً يثقل كاهل الرجل المنهك أصلاً، “يعني مصروفاً ماديا جديداً، وتكاليف إضافية معنوية”، والبعض الآخر قد يتفق من حيث المبدأ لكنه يخالفه من حيث الشرط. وهناك من يحث عليه والبعض الاخر نجده يحذر منه وخير دليل على هذا قصيدة تتضمن ندم وعتاب رجل عن الزواج من اثنتين من خلال قوله: تَزَوَّجْتُ اثنتينِ لِفَرْطِ جَهْلِي —— بِمَا يَشْقَى به زَوجُ اثْنتينِ فقلتُ أصيرُ بينهما خروفًا———-أُنَعَّمُ بين أَكْرَمِ نَعْجَتَيْنِ فصِرْتُ كَنَعْجَةٍ تُضْحِي وتُمْسِي—–تُدَاوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئْبَتَيْنِ عِتَابٌ دَائِمٌ في الليلَتَيْنِ——-فإنْ أَحْبَبْتَ أنْ تَبْقَى كريمًا فَعِشْ عَزَبًا فإنْ لم تَسْتَطِعْهُ- ——فَضَرْبًا في عِرَاضِ الجَحْفَلَيْنِ وهناك قصيدة تنظر الى عكس ما ورد في القصيدة الأولى حيث تتضمن محاسن الزواج من اثنتين دون المبالاة والاقتناع بواحدة فقط، كحالي أنا شخصيا وحال الكثير من الرجال، وكما كان منتشرا في الماضي ” حيث لا يعين القاضي والحاكم في وقته الا الشخص متعدد الزوجات نظرا لصلابته وتحكمه بهما “.
تزوجْتُ اثنتين لحسْن حظِّي———-بمـا يسلـو بـه زوجُ اثنتين لهذي ليلـةٌ ولتلك أخرى———–سـرورٌ حـاصِـلٌ في الليلتين رضا هذي يحسِّنُ فِعْل هذي———فأحظـى بالسعـادة مـرتين فعشتُ مدلَّلاً بالودِّ أبقى———–أنعَّمُ بين ألْـطـف زوجتين لكنني في الأخير أرى أن قضية التعدد، هي محض إذن واختيار فقط. وأختم مقالي بصفات وصفها الله بالجمال، ليتنا نتحلى بها نحن الرجال والنساء، لنبتعد من خلالها التحدث في نقاشاتنا اليومية عن التعدد وبالتالي ترك مجال لصاحب شقي ساحب لمشاعرنا وقراراتنا، ألا وهما، صبر جميل وهجر جميل وصفح جميل، فلنصبر بلا شكوى ولنهجر بلا عتاب ولنصفح بلا اذى ولتتقي المرأة زوجها وخصخصتها الزائدة خصوصا وأن سعادة بيتها بيدها كما هي الجنة تحت قدميها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...