كشفت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن إجراءات صارمة لمواجهة تفشي داء الحصبة في المغرب، والذي بات يشكل تهديداً صحياً خطيراً لا سيما للأطفال.
وفي هذا الصدد، أعلنت الوزارة عن عزمها على استبعاد التلميذات والتلاميذ الذين لم يتم تلقيحهم من المؤسسات التعليمية في حال ظهور حالات مرضية، وذلك في محاولة لحماية صحة الطلاب ومنع تفشي المرض بينهم.
وتأتي هذه الخطوة حسب مذكرة للوزارة، في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى ضمان استمرارية العملية التعليمية مع الحفاظ على سلامة التلاميذ، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن هذا المرض المعدي.
وأشارت الوزارة في مذكرتها التي وجهتها إلى مسؤوليها الجهويين والإقليميين إلى أن هذه الإجراءات تتماشى مع التوصيات الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي تحدد درجة خطورة الحالات الوبائية ومدى استعجالها.
كما أكدت على ضرورة إغلاق المؤسسات التعليمية التي تتحول إلى بؤر وبائية، مع تنظيم آليات التعلم عن بعد لضمان استمرار العملية التعليمية. وتأتي هذه الخطوات في إطار المرسوم رقم 2.20.474 الصادر في 24 غشت 2021، والذي ينظم التعليم عن بعد ويحدد آليات تطبيقه بالتنسيق مع المديريات المركزية المعنية.
وفي سياق متصل، شددت الوزارة على أهمية الصحة الجسدية والنفسية للتلاميذ، مؤكدة أن هذه العوامل تلعب دوراً محورياً في تعزيز التحصيل الدراسي. وأوضحت أن الوضع الوبائي الحالي يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، خاصة مع تسجيل ارتفاع كبير في عدد الإصابات والحالات الحرجة في عدة مناطق من البلاد.
هذا، وقد تم تسجيل أعلى معدلات الإصابة في مناطق طنجة-تطوان-الحسيمة وفاس-مكناس، بالإضافة إلى الرباط-سلا-القنيطرة والدار البيضاء-سطات، مما يؤكد سرعة انتشار الفيروس.
وفيما يتعلق بالحالات الفردية التي لا تشكل بؤراً وبائية، أكدت الوزارة على ضرورة استبعاد التلاميذ المصابين من المؤسسات التعليمية بناءً على نتائج الفحوصات الطبية، مع إشعار جمعيات أمهات وآباء وأولياء الأمور بحالة أبنائهم. كما دعت إلى ضرورة إبقاء الأطفال المصابين في المنزل حتى انتهاء فترة العلاج وشفائهم التام، وذلك لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين.
ولمواجهة هذا الوباء، أعلنت الوزارة عن تنظيم حملة تلقيح واسعة النطاق ضد داء الحصبة ابتداءً من يوم الإثنين 3 فبراير 2025. وشددت على ضرورة توفير قاعات أو فضاءات ملائمة لإنجاز عملية التلقيح في ظروف مثالية، مع مراعاة تنظيم مسار التلاميذ ومنع الاكتظاظ. كما دعت الأطر الإدارية والتربوية إلى التعاون مع الفرق الطبية خلال عمليات التلقيح، مؤكدة أن اللقاح المعتمد قد أثبت فعاليته وسلامته عبر دراسات وتجارب سريرية طويلة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...