أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، خلال اجتماع لجنة الثقافة والتعليم والتواصل بمجلس النواب، عزم وزارته على مواصلة ورش إصلاح مدونة الصحافة والنشر، من أجل تعزيز حرية التعبير واستقلالية المؤسسات الإعلامية. وأوضح أن هذا التوجه يندرج ضمن استراتيجية تروم ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، وتكوين الصحافيين، وتطوير بيئة عمل حرة ومستقلة للإعلام المغربي.
واعتبر الوزير أن حرية الإعلام في المغرب شهدت تطوراً ملحوظاً، لكنه شدد على أن التحديات الحالية تستدعي التزاماً متواصلا لتوفير مناخ أكثر استقلالية، يساهم في ترسيخ الديمقراطية وحماية الحقوق والحريات. وأضاف أن الإصلاحات المنجزة في القطاع وفرت أرضية مناسبة لتطور المشهد الإعلامي، الذي أصبح أكثر تنوعا وتعددا ما يعكسه المحتوى الإعلامي الذي يعبر عن مختلف المكونات الثقافية والسياسية والاجتماعية وطنيا وجهويا.
وأشار بنسعيد إلى أن جاذبية المغرب للإعلام الدولي تعد مؤشرا دالا على مناخ الحرية، مبرزا أن العديد من المؤسسات الإعلامية العالمية تختار المملكة سنوياً لتغطية قضايا محلية وإقليمية، بما فيها ملفات سياسية واقتصادية وثقافية. وأكد أن هذه الدينامية تعزز صورة المغرب كوجهة موثوقة للصحافة الدولية.
ولفت الوزير إلى أن حرية التعبير تعد إحدى الركائز الأساسية لتعزيز حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى لتوفير الإطار القانوني والتنظيمي الكفيل بحماية هذه الحرية، ضمن التزامات المملكة بعد دستور 2011. وأوضح أن التوازن بين التشريع والممارسة المهنية يمثل عنصراً جوهرياً في بناء إعلام حر ومسؤول.
وركز بنسعيد على أهمية الممارسة الصحافية المهنية القائمة على احترام القوانين وأخلاقيات المهنة، مبرزا أن القانون الصادر سنة 2016 في مجال الصحافة والنشر ألغى العقوبات السالبة للحرية، واستبدلها بغرامات معتدلة، في خطوة تهدف لحماية الصحافيين وتعزيز حرية النشر.
وسلط الضوء على سعي الوزارة إلى جعل الإعلام العمومي منصة متعددة الأصوات تعكس تنوع المجتمع، وتواكب التحولات الوطنية والدولية. وأشار إلى التزام دفاتر التحملات بتكريس التعددية الفكرية والثقافية واللغوية، من خلال إشراك مختلف الفاعلين في النقاش العمومي، وبث البرامج باللغتين العربية والأمازيغية، وباللغات الأجنبية الحية.
وختم الوزير بالتأكيد على أهمية تطوير النقاش العمومي عبر برامج حوارية وتحقيقات معمقة، تسهم في صناعة رأي عام واعٍ ومتفاعل مع القضايا الراهنة، ما يُعزز دور الإعلام كرافعة للديمقراطية والتنوع في المغرب.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...