أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال افتتاح الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، أن المغرب، انطلاقا من مسؤوليته التاريخية ورئاسته للجنة القدس، يعتبر حل الدولتين “الخيار الواقعي والأخلاقي الوحيد” لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
الاجتماع، الذي احتضنته العاصمة الرباط بشراكة مع مملكة هولندا تحت شعار: “استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة”، شكّل محطة جديدة في المساعي الدولية الهادفة إلى إعادة بعث حل الدولتين، وترجمة هذا الخيار السياسي إلى خطوات عملية وواقعية.
وقال بوريطة في كلمته: “حل الدولتين ليس شعاراً أجوفاً، ولا غطاءً لمزايدات دبلوماسية، بل هو التزام سياسي وأخلاقي لا يحتمل التأجيل”. مشدداً على أن “الجميع سيربح من هذا الحل: الفلسطينيون حريتهم وكرامتهم، الإسرائيليون أمنهم واستقرارهم، والمنطقة بأسرها فرصاً جديدة للتنمية والتقدم”.
كما حذّر الوزير من أن “الخاسرين الحقيقيين من هذا الحل هم المتطرفون من كافة الأطراف”، معتبراً أن بعض الجهات تستغل شعارات الدفاع عن القضية الفلسطينية لمآرب سياسية دون تقديم أي دعم فعلي.
وذكر بوريطة أن المغرب ظل، بقيادة ملوكه، وفياً لهذا الأفق السلمي، حيث اشتغلت الدبلوماسية المغربية بعزم وهدوء، في العلن وأحياناً في صمت، لتقريب وجهات النظر وتعزيز فرص السلام، انطلاقاً من الدور المحوري للمملكة ورئاستها للجنة القدس.
وأضاف أن المقاربة المغربية لحل الدولتين ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية:
استلهام نجاحات الماضي لإثبات أن السلام ليس وهماً بل هدف قابل للتحقيق؛
تعزيز الدعم المؤسساتي للسلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الشريك الشرعي والوحيد؛
ترسيخ البعد الاقتصادي لعملية السلام، من خلال مشاريع تكاملية واقتصاد يعزز التعايش.
وأشار بوريطة إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف تظل فاعلاً مهماً في دعم الاقتصاد الفلسطيني، مبرزاً أهمية إدماجها ضمن خطة تنموية متكاملة بإشراف فلسطيني ومتابعة عربية ودولية.
وفي ختام كلمته، دعا بوريطة إلى إثراء الوثيقة المشتركة (Compendium) التي تعتزم المملكة المغربية تقديمها بالتعاون مع هولندا، موجهاً تحية خاصة إلى المملكة العربية السعودية ومملكة النرويج والاتحاد الأوروبي على أدوارهم القيادية في دعم التحالف الدولي، كما عبّر عن دعم المغرب للمؤتمر رفيع المستوى المزمع عقده بنيويورك الشهر المقبل، برئاسة سعودية-فرنسية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...