أطلقت إسبانيا، صباح اليوم الثلاثاء، تحذيرا رقميا غير مسبوق بعدما أصيبت خدمات شبكات الهاتف المحمول بشلل شبه تام، وذلك بعد مرور أسابيع قليلة فقط على انقطاع كبير في التيار الكهربائي، ما أثار قلقاً واسعاً بين السكان. وتسبب الانقطاع، الذي بدأ في الساعة الخامسة فجرا، في تعطيل خدمات الاتصالات والإنترنت لدى أبرز مزودي الخدمة في البلاد، مثل: Movistar، Orange، Vodafone، Digimobil وO2. وقد شمل الخلل كلا من الشبكات الثابتة والمحمولة، ما أربك حياة المواطنين وأثر على عمل المؤسسات، لا سيما المرافق الصحية وخدمات الطوارئ.
وتمكنت فرق الطوارئ في البدء من إعادة الاتصالات الأساسية جزئيا في إقليم أراغون، بينما بقيت مناطق واسعة مثل مدريد، الأندلس، غاليسيا، إقليم الباسك، نافارا، إكستريمادورا ومنطقة بلنسية تحت تأثير الانقطاع، ما أدى إلى توقف جزئي للأنشطة اليومية. ووفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل”، فقد جاء هذا الخلل نتيجة لأعمال تحديث تقني نفذتها شركة “تليفونيكا” على بنيتها التحتية، حيث كانت تهدف إلى تعزيز الأداء، لكنها تسببت بخلل واسع. وأكد متحدث باسم الشركة أن الفرق التقنية سارعت منذ اللحظات الأولى لتحديد الأعطال وعزل النقاط المتأثرة.
وأفادت الشركة أن المشكلة عولجت بالكامل بحلول الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت المحلي، بعد تدخل ميداني شمل نشر فرق فنية متخصصة في المناطق المتضررة وضمان استعادة الخدمات تدريجيا. وقد وجه المستخدمون انتقادات لاذعة لشركات الاتصالات، معتبرين أن البنية الرقمية الحالية “غير مهيأة تقنيا” لمواكبة متطلبات العصر الرقمي، ما يطرح علامات استفهام حول مدى جاهزية إسبانيا لمواجهة التحديات التكنولوجية الطارئة. هذا الحادث، الذي جاء في ظل تسارع وتيرة الاعتماد على الخدمات الإلكترونية، أعاد تسليط الضوء على هشاشة البنية التحتية الرقمية في البلاد، وضرورة الاستثمار المستمر في تأمين الشبكات وتعزيز قدرتها على الصمود أمام الأزمات المستقبلية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...