رغم الأمر الملكي بعدم تنظيم شعيرة ذبح الأضاحي، واتخاذ الحكومة إجراءات تروم الحفاظ على القطيع الوطني الذي انخفض بـنسبة 53 في المائة، إلا أنه تم تسجيل إقبال كبير على شراء اللحوم والأضاحي الجاهزة، وسلوكيات أخرى تضرب أي مجهود يُبذل في هذه الظرفية.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التوصيل انتشرت عروض بيع “نصف خروف”، و”أضحية بالتقسيط”، وحتى “لحوم مذبوحة على الطريقة الشرعية مع خدمة التوصيل للمنازل”.
المثير، أن هذه البدائل لاقت رواجا كبيرا، حيث أقبلَ مواطنون عليها وشرعوا في الإعداد لعيد الأضحى.
وأمام وفرة القطيع، بعد عملية الاستيراد من الخارج، فإن بائعين لجأوا إلى كل السبل لجذب المواطنين، لبيع ما لديهم من رؤوس، حيث يعرضون الأضحية جاهزة بالكامل، إذ يكفي أن يؤدي المواطن ثمنها ويأخذها إلى منزله، وها هو ذا قد أدى شعيرة العيد ولم يساهم في الحفاظ على القطيع الوطني.
وعلى الفايسبوك، كتب أحد الباعة قائلا “للراغبين في الشعيرة دون مشقة: نصف خروف جاهز ومذبوح ومقطع بـ950 درهم، مع توصيل مجاني داخل المدينة. نُحافظ على السنة ونُراعي الجيب!”.
أما في إحدى الصفحات، فإن مواطنين لم يتوقفوا عن الاستفسار حول مكان “أضحية جاهزة” دون مشقة. وآخرون يصرون على ضمان التوصيل إلى باب المنزل.
وما يُحفز هؤلاء هو انخفاض الأسعار، إذ إن الخروف الذي كان سيساوي ثمنه أزيد من 4000 درهم لو بقي العيد، الآن أصبح بالنصف أو أقل.
في المقابل، يظهر جليا كيف أن اللجوء إلى “الأضحية الجاهزة”، ساهم فيه “الشناقة”، حيث يدفعون إلى ذلك لرفع الإقبال على الشراء واقتناء الأضحية، وبالتالي ارتفاع الأسعار، خصوصا في ظل وفرة العرض.
خبراء الاقتصاد والاجتماع يرون أن هذا التحول في طقوس العيد قد يُمثّل بداية انتقال نحو نموذج جديد من الاستهلاك، يعتمد على المشاركة الجماعية، والتقليل من النفقات الفردية، في ظل أزمة اقتصادية ممتدة.
في هذا الصدد، يقول جمال الحسين، أستاذ الاقتصاد الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني “ما نراه اليوم ليس فقط استجابة ظرفية، بل مؤشّر على بداية تغير في سلوك المواطن المغربي تجاه المناسبات المكلفة، خاصة الدينية منها، دون أن يعني ذلك تخلّيه عن القيم الرمزية والاجتماعية المرتبطة بها”.
وأضاف، في تصريح مقتضب للأنباء تيفي، “في نظري غيّرت الظروف المناخية والاجتماعية الكثير من ثقافة الاستهلاك لدى كثيرين، حيث رأينا حتى في الأعياد الماضية كيف بدأت أسر كثيرة تلجأ إلى أسلوب جديد للاحتفال بعيد الأضحى، وهو الانتقال إلى خارج منازلها، وقضاء عطلة دون ذبح الأضحية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...