دافعت القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال أشغال الدورة 30 للمجلس الوطني المنعقدة يوم 31 ماي 2025، عن مركزية القيم الإنسانية في السياسات العمومية، معتبرة أن الرهان التنموي في المغرب لا يمكن فصله عن كرامة المواطن وحقه في العيش الكريم، بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة أو منطق المزايدات.
وأكدت القيادة الجماعية في كلمة بالمناسبة، أن القضية الفلسطينية، التي يضعها المغاربة في مرتبة القضية الوطنية للصحراء المغربية، لا يجب أن تكون موضوعاً للمتاجرة السياسية، بل تندرج ضمن القضايا الكبرى التي توحد ولا تفرق، مشيرة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة ظل حريصاً على تغليب منطق المصلحة العامة، وهو ما برر تموقعه في المعارضة لمدة 12 سنة، قبل أن يقرر الالتحاق بالحكومة من أجل خدمة المواطنين.
واستحضرت القيادة الحزبية مضامين خطاب الملك محمد السادس لسنة 2016، الذي شدد على أن “الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل المؤسسات، هو خدمة المواطن”، معتبرة أن أي سياسة عمومية لا تضع الإنسان في صلبها هي سياسة عديمة الجدوى.
كما أبرزت الكلمة دور الحزب في دعم مشاريع اجتماعية ملموسة، مثل مشروع “دعم السكن” الذي وجه الدعم مباشرة للمواطن، خلافاً لما كان معمولا به سابقا من دعم غير مباشر للمنعشين العقاريين دون انعكاس فعلي على الأسر.
وانتقدت القيادة الحزبية التراكمات السلبية للسياسات الحكومية السابقة، والتي تجاهلت البعد الإنساني والاجتماعي، مشيرة إلى أن الوضع الحالي، رغم الإنجازات، لا يزال يفرض تحديات اقتصادية واجتماعية حقيقية، تقتضي استمرارية الإصلاح وتعميق القرب من المواطنين.
وفي السياق ذاته، اعتبرت أن دخول قانون العقوبات البديلة حيز التنفيذ بعد انتظار دام أكثر من سبعين سنة يُعد مكسباً مهماً، حيث يسهم في الانتقال من مقاربة زجرية إلى أخرى إصلاحية وإدماجية، لاسيما في ما يتعلق بالجنح البسيطة، كما يشكل خطوة نحو تقليص حالات العود وإدماج الشباب في المجتمع.
وشددت القيادة الحزبية على أهمية الاستماع للمواطنين كشرط أساسي لبناء سياسات عمومية فعالة، مبرزة أن انتقادات الشارع لا تقل أهمية عن عبارات الشكر، وأن مبادرة “جيل 2030” تأتي في هذا السياق، لتمكين الشباب من التعبير عن تطلعاتهم والمساهمة في صياغة الحلول.
وفي نفس الاتجاه، ترى القيادة الجماعية البام أن مشروع “جواز الشباب” يُعد ترجمة عملية لمفهوم “الحلم المغربي”، حيث يتيح للمستفيدين فرصاً متعددة في مجالات السكن، الصحة، التكوين، النقل، الثقافة، والرياضة، مؤكدة أن الهدف هو تعميم هذا الحلم في جميع ربوع الوطن.
واختتمت القيادة الحزبية كلمتها بالتأكيد على أن مغرب اليوم هو مغرب التضامن والإنسانية، وأن مواجهة الجشع والأنانية تتطلب معركة حقيقية من أجل تعليم يكرّس القيم ويصون الهوية، مستلهمة روح المسيرة الخضراء التي تضع المواطن في قلب كل مبادرة تنموية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...