في إطار تنزيل القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح الأضاحي هذه السنة، شهدت مدينة مراكش عملية أمنية نوعية أسفرت عن حجز 67 رأسا من الأغنام كانت على متن شاحنة خفيفة من نوع “بيكوب”، وذلك عند المدخل الشرقي للمدينة.
وقد نفذت العملية عناصر الدائرة الأمنية 15 بتنسيق مع السلطات المحلية، تطبيقا لتعليمات صارمة تقضي بتشديد المراقبة على الشاحنات الفلاحية ومنع أي محاولات تهريب للأضاحي إلى داخل المدن، باعتبارها مخالفة صريحة للتوجيهات الرسمية.
ويأتي هذا التحرك الأمني في سياق عام استثنائي، كانت قد مهدت له التوجيهات الملكية قبل نحو ثلاثة أشهر، حين دعا جلالة الملك محمد السادس إلى إلغاء نحر الأضاحي هذه السنة، مراعاة لتداعيات الظرفية الاقتصادية الصعبة ومحدودية الموارد بفعل التغيرات المناخية.
ويهدف القرار إلى التخفيف من الأعباء المالية على المواطنين، مع الحفاظ على البعد الديني والروحي لعيد الأضحى.
وقد شدد الملك في خطابه آنذاك على أهمية إحياء المناسبة من خلال مظاهرها الروحية الأصيلة، مثل صلاة العيد، وصلة الرحم، والصدقة، والتعبير عن الشكر لله، دون الاقتصار على الجانب المرتبط بالذبح، مؤكدا أن هذا الاختيار يعكس مسؤولية اجتماعية وحرصا على مصلحة المواطنين دون المساس بجوهر العيد.
ويرى باحثون في الشأن الديني أن الأضحية، رغم رمزيتها، ليست فريضة، بل سنة مؤكدة، وأن التقرب إلى الله يمكن أن يتحقق من خلال أعمال البر والإحسان والطاعة، مما يجعل القيم المعنوية للعيد أكثر بروزا في مثل هذا السياق.
ومن المرتقب أن يمر عيد الأضحى هذه السنة بطابع خاص، يسوده التضامن والتراحم، في ظل تعبئة ميدانية واسعة من السلطات لضمان احترام القرار الملكي، ومنع أي تجاوزات تخل بطبيعته الاستثنائية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...