مثلت الأميرة للا حسناء، الملك محمد السادس، في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، الذي انطلق صباح اليوم الاثنين بمدينة نيس الفرنسية، بمشاركة واسعة من قادة وزعماء العالم.
وينظم هذا الحدث الدولي البارز بشراكة بين فرنسا وكوستاريكا، ويستمر إلى غاية الجمعة المقبلة، جامعا أكثر من 50 من رؤساء الدول والحكومات، إلى جانب ما يفوق 1500 مشارك من نحو 200 دولة، يمثلون وفودا وخبراء ومؤسسات معنية بقضايا البيئة والمحيطات.
واستهل المؤتمر بخطابات افتتاحية ألقاها كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس كوستاريكا رودريغو تشافيس روبلس، مؤكدين جميعهم على ضرورة التحرك الجماعي والعاجل لحماية المحيطات.
وينعقد المؤتمر تحت شعار: “تسريع العمل وتعبئة الجميع من أجل الحفاظ على المحيط واستغلاله بشكل مستدام”، ويتناول قضايا محورية كالصيد المسؤول، والتلوث البحري، والتغيرات المناخية، والتنوع البيولوجي.
ويسعى هذا التجمع الدولي، الممتد من 9 إلى 13 يونيو، إلى تحفيز الجهود نحو تنفيذ الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بصون المحيطات والبحار ومواردها، وسط تفاقم التحديات البيئية العالمية.
ويشهد المؤتمر مشاركة واسعة لممثلي الحكومات، إلى جانب خبراء وعلماء ومنظمات غير حكومية ومؤسسات مالية وفاعلين من القطاع البحري، في محاولة لإيجاد حلول ملموسة للتحديات التي تواجه “الرئة الزرقاء” لكوكب الأرض، من قبيل التلوث البلاستيكي، والصيد الجائر، وتحمض المحيطات، وارتفاع مستويات البحار.
ويعتبر هذا الحدث النسخة الثالثة من مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، بعد دورتي نيويورك (2017) ولشبونة (2022)، ويهدف إلى خلق منصة مشتركة للحوار واتخاذ قرارات جريئة تصون استدامة المحيطات.
ويغطي المحيط أكثر من 70% من سطح الأرض، ويحتوي على 97% من مياه الكوكب، كما يلعب دورا مركزيا في تنظيم المناخ، بامتصاصه ما يقارب 90% من فائض الحرارة الناتج عن انبعاثات الغازات الدفيئة منذ الثورة الصناعية.
ويعتمد ما يزيد عن 3 مليارات شخص على المحيطات كمصدر للغذاء والدخل، وهو ما يزيد من أهمية حمايتها. غير أن هذا المورد الطبيعي يواجه تهديدات متزايدة، منها ارتفاع حموضته بنسبة 30% مقارنة بما قبل الحقبة الصناعية، وسط تحذيرات من احتمال وصولها إلى 170% مع نهاية القرن الحالي.
كما شهدت حرارة المحيطات مستويات قياسية في عامي 2023 و2024، ما يزيد من حدة تأثيرات التغير المناخي، في حين يشهد مستوى سطح البحر ارتفاعا متسارعا، إذ انتقل من 1.3 ملم سنويا إلى 3.7 ملم بين عامي 1901 و2018، ومن المتوقع أن يرتفع بين 30 و110 سنتيمترات بحلول عام 2100، حسب مختلف سيناريوهات المناخ.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...