عقد مجلس جهة الدار البيضاء سطات، اليوم الإثنين 7 يوليوز 2025، دورة يوليوز العادية التي خصصت للمصادقة على مجموعة من المشاريع والاتفاقيات المهيكلة، وذلك في إطار تنزيل برنامج التنمية الجهوية للفترة 2022-2027، وتعزيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية والبنيات الحتية بالجهة.
وأكد رئيس الجهة، عبد اللطيف معزوز، في كلمته الافتتاحية، أن هذه الدورة تميزت بجدول أعمال غني يشمل عدة محاور استراتيجية، تعكس الإرادة المشتركة لمختلف الفاعلين على المضي قدما في تجسيد النموذج التنموي الجهوي الجديد.
وصادق المجلس، في محور المشاريع الكبرى، على إحداث شركة ستتكلف بتهيئة وتدبير وتسويق الحظيرة اللوجيستيكية والصناعية المندمجة لزناتة، مع اعتماد نظامها الأساسي وميثاق المساهمين، بالإضافة إلى تفويض رئيس المجلس بطلب قرض عبر إصدار سندات ديون لتمويل المشاريع الجهوية.
كما تمت المصادقة على بروتوكولات تمويل تهم مشاريع استراتيجية، من أبرزها الخط فائق السرعة الرابط بين مراكش والقنيطرة، ومشاريع تحويل المياه المحلاة من محطات الدار البيضاء وآسفي، إلى جانب اتفاقيات أخرى تهم مجالات الماء، وتدبير النفايات، وتسويق المنتجات الفلاحية والبحرية.
وفي سياق تعزيز قدرات الشباب وتحفيز الاقتصاد المحلي، تم اعتماد عدة اتفاقيات شراكة تتعلق بالتكوين الرقمي، وتهيئة الفضاءات الجامعية، وإنشاء حاضنات للمقاولات في كل من سباتة وسيدي حجاج واد حصار.
كما تمت المصادقة على مشروع لإحداث مركب ثقافي بعمالة أنفا، واستكمال أشغال مركب الصناعة التقليدية بدار بوعزة، إلى جانب دعم ريادة الأعمال النسائية ومشاريع رقمية في مجال التنقل الذكي.
شملت الاتفاقيات المصادق عليها في هذا المحور مشاريع لتأهيل مراكز حضرية وأسواق محلية، وتثليث الطرق وتوسيع شبكة الإنارة العمومية، إضافة إلى تهيئة المنطقة الصناعية بسيدي البرنوصي، والمجازر الجماعية بسطات، فضلا عن إعادة تأهيل عدد من الجماعات والمراكز القروية بعدة أقاليم تابعة للجهة.
في إطار مواجهة التحديات البيئية، صادق المجلس على مشاريع تهدف إلى تهيئة جنبات واد بوسكورة، وتجهيز الدواوير بشبكات التطهير السائل، وإحداث سقايات عمومية، وإنجاز فضاءات خضراء، مع التركيز على ربط المؤسسات التعليمية القروية بشبكة الماء الصالح للشرب.
شهدت الدورة أيضا المصادقة على مشاريع تهدف إلى تحسين العرض الصحي والتربوي والثقافي والرياضي، من خلال بناء وتجهيز قاعات رياضية ومراكز ترويض وتأهيل طبي، وإعادة تهيئة ملاعب، وتأسيس مراكز للإدماج الاجتماعي، إلى جانب دعم برامج الصحة المدرسية، والتكفل بالأشخاص بدون مأوى، وإنشاء مركز جهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء.
كما صادق المجلس على مجموعة من التعديلات والإلغاءات الخاصة باتفاقيات سابقة، بهدف إعادة توجيه الموارد نحو مشاريع أكثر نجاعة وملاءمة مع أولويات المرحلة الراهنة، لا سيما في مجالات البنيات التحتية، والصحة، والتكوين، والماء والكهرباء.
بجانب ذلك، تأتي هذه الاتفاقيات والمشاريع التنموية لتعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات العمومية والقطاع الخاص والجمعيات المحلية، مما يسهم في تطوير مقاربة تشاركية تعزز من فاعلية البرامج التنموية بالجهة.
كما يؤكد مجلس جهة الدار البيضاء-سطات على أهمية دعم الشباب وتمكين المرأة وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، خصوصا في المجالات الرقمية والاقتصاد الاجتماعي، كركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والاندماج الاقتصادي.
بالإضافة إلى ذلك، يولي المجلس عناية خاصة للجانب البيئي، من خلال إطلاق مبادرات للحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية والقروية، مع تعزيز البنية التحتية للمياه والتطهير وحماية البيئة.
وختاما، أكد المجلس على ضرورة الاستمرار في مراقبة تنفيذ هذه المشاريع والاتفاقيات لضمان تحقيق الأهداف المسطرة، والعمل على مواكبة تطلعات الساكنة في جهة الدار البيضاء-سطات نحو تنمية شاملة ومتكاملة تعزز مكانة الجهة كمحرك اقتصادي واجتماعي هام على الصعيد الوطني.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...