أثار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، جدلا واسعا بعد تصريحات دعا فيها الفتيات إلى تقديم الزواج على متابعة الدراسة، في خطوة اعتبرت محاولة لاستمالة القواعد المحافظة تمهيدا للانتخابات المقبلة. غير أن هذا الخطاب قد عاد عليه وعلى حزبه بخصومات سياسية جديدة.
وفي تعليق له على هذا الموضوع، صرح المحلل السياسي محمد شقير لموقع “الأنباء تيفي”: قائلا إن “تصريح ابن كيران ليس جديدا، بالنظر إلى المرجعية الدينية الواضحة لحزبه، والتي تجلت في مقترحاته المتعلقة بتعديلات مدونة الأسرة”. وأضاف أن “ابن كيران يتقن نصب “الفخاخ الشعبوية” أمام الجمعيات النسائية، كما فعل سابقا حين هاجم رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بسبب بيان المجلس حول التعديلات المرتقبة على المدونة”.
ويتابع شقير موضحا أن “إثارة قضايا مثل عمل المرأة وأولوية الزواج في حياة الفتيات ليست سوى محاولة لإعادة إنتاج خطاب شعبوي اعتاد عليه ابن كيران في حملاته الانتخابية السابقة، بهدف استقطاب فئات معينة من الرأي العام وتليين موقفها إزاء حزبه”.
ويرى شقير أن الرد على هذا النوع من التصريحات لا يخدم إلا ابن كيران نفسه، إذ يمنحه زخما إعلاميا وفرصة لتغذية خطاب شعبوي يفتقر إلى العمق السياسي والبرنامجي. مؤكدا على أن الأفضل كان هو تجاهل هذا التصريح، لتجريده من أي تأثير محتمل، خصوصا وأن مضمونه لا ينسجم مع التحولات الاجتماعية العميقة التي يعرفها المغرب، لا سيما في المدن، حيث باتت النساء يعتبرن الدراسة والعمل أولويتين، في حين لم يعد الزواج يحتل موقعا مركزيا في سلم اهتماماتهن.
وخلص شقير بالتأكيد على أن أفضل رد على مثل هذه التصريحات هو الصمت، وعدم الانجرار إلى جدال لا يخدم سوى مطلقه، ما من شأنه أن يسحب من ابن كيران ورقة يستغلها لتغذية خطابه الانتخابي المتجاوز.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232