شهد السجن المحلي بسلا اختتام الدورة السابعة عشرة من البرنامج التأهيلي “مصالحة”، الذي يستهدف النزلاء المدانين في قضايا التطرف والإرهاب. وقد بلغ عدد المستفيدين من البرنامج منذ انطلاقه 390 نزيلا، في إطار مقاربة شمولية تسعى إلى إعادة إدماج هذه الفئة داخل المجتمع عبر مسارات فكرية ونفسية ودينية.
ويرتكز البرنامج على ثلاثة محاور أساسية، تشمل المصالحة مع الذات من خلال التأهيل النفسي، والمصالحة مع المجتمع عبر التعريف بالقانون ومؤسسات الدولة، ثم المصالحة مع النص الديني لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تقود إلى الفكر المتطرف.
وتعتمد هذه المبادرة على تضافر جهود مجموعة من المؤسسات، من ضمنها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، والمندوبية العامة لإدارة السجون، ووزارة العدل، والرابطة المحمدية للعلماء، إلى جانب مساهمة خبراء في مجالات متعددة.
تتضمن الدورة التأهيلية دروس وتدريبات تستهدف تفكيك الخطاب العنيف وتعزيز الوعي القانوني والديني والنفسي لدى المشاركين، مما يمكنهم من مراجعة أفكارهم وتطوير مسارات جديدة تضمن اندماجا سليما داخل المجتمع بعد قضاء فترة العقوبة.
كما تخللت هذه الدورة فقرات فنية وثقافية من إنتاج النزلاء أنفسهم، تضمنت عروضا في فن المديح والسماع والراب، ليُختتم البرنامج بتوزيع شهادات المشاركة على المستفيدين.
وعلاوة على برنامج “مصالحة”، يعمل مركز مصالحة على تنزيل برامج موازية موجهة لفئات مختلفة داخل الوسط السجني، من بينها برنامج خاص باليافعين، وبرنامج التثقيف بالنظير الموجه إلى سجناء الحق العام، إلى جانب مبادرات تأطيرية مثل المحاضرات العلمية، وبرنامج “مواكبة” الذي يهتم بالمستفيدين من “مصالحة” الذين ما يزالون قيد الاعتقال.
وقد تم مؤخرا إطلاق البوابة الإلكترونية الرسمية لمركز مصالحة، بهدف تعزيز التفاعل مع العموم وتوفير معطيات دقيقة حول برامجه وأنشطته في مجال محاربة التطرف العنيف.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232