المشهد أمامنا يقول أننا أمام حكومة تتوهم أنها تحكم، وأمام نقابات تتوهم أن لها تمثيلية في الشارع، والحصيلة وهم كبير إسمه الزيادة في الأجور بينما هي فقط زيادة في الاستخفاف والاستهتار بما وصل إليه الوضع الاجتماعي والاقتصاد ببلادنا… ،هكذا علق عادل بنحمزة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، على الاتفاق الذي عقدته الحكومة مع النقابات واتحاد مقاولات المغرب. وأضاف نفس المتحدث “اتفاقيات الحوار الاجتماعي كان لها حد أدنى من المصداقية عندما كانت مختلف أطرافها تتمتع بقليل من المشروعية وهي مشروعية أخلاقية وسياسة، أما وأن الواقع يشهد اليوم أننا أمام بنيات بلاروح ولا مصداقية فإن الاتفاق الحالي لا يساوي حتى قيمة الحبر الذي كتب به”. وتابع قائلا” الغريب في الأمر هو أن من يعتقدون بحسن نية أن المسارعة لوضع هذه الاتفاقات والتوقيع عليها سيوقف الاحتقان الذي ينخر المجتمع، هم مجرد واهمين”. ومن وجهة نظره فإن مثل هذه الاتفاقات التي تفتقد للجدية، لا تعمل سوى على الرفع من منسوب الاحتقان والغضب، فعدد الموظفين أصلا لايتجاوز 800 ألف، وعدد مستخدمي القطاع الخاص من السكان النشيطين المعنيين بالحوار الاجتماعي لأنهم يحضون بالتغطية الاجتماعية، لا يتعدى 3 ملايين في أقصى الحالات من أصل حوالي 10 ملايين مستخدم، فماذا يقدم هذا الاتفاق لباقي ملايين المغاربة؟ هذا دون أن نغفل أن ما تضمنه من “زيادات” لم تبلغ حتى مستوى الاقتطاعات التي تحملها الموظفون بخصوص “إصلاح” نظام التقاعد… مداخل السلم الاجتماعي الحقيقي معروفة، أما هذه البهلوانيات فلا تغير شيئا في الواقع.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...