في الفترة الأخيرة تمادى البعض في الكلام عن المغرب وربما هذا يرجع لجهلهم بتاريخ هذا البلد العريق. إذ أنه في سنة 859 ميلادية تأسست جامعة القرويين بفاس، والتي كانت مقصد الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا ، على يد امرأتين مغاربيتين فاطمة الفهرية وأختها مريم، وهي أول جامعة في العالم بأسره ومازالت تعمل إلى الآن، إذ درِّست بها العديد من الشعب العلمية، ووصل إشعاعها إلى أوروبا في القرون الوسطى.. وأنشأت فاطمة أيضاً مكتبة تحتوي على 4000 مخطوط تضم مخطوطات للقرآن الكريم من القرن التاسع الميلادي ومجموعة من أقدم مخطوطات كتب الأحاديث النبوية. .عرف المغرب أيضاً باقتصاده المزدهر عبر القرون، ففي عهد الأدارسة كانت فاس تعرف انتعاشًا اقتصاديًّا وعمرانيًّا منقطع النظير, لتوفُّرها على موارد متعدِّدة ومتنوِّعة ضروريَّة للبناء.. وساهم موقع فاس الاستراتيجي في جعلها ملتقاً للطرق التجارية بين الشرق والغرب، كما ساهم تنوع ساكنة المدينة في تطوُّرها . إذ كانت تحتوي على دار الإمارة ودار السكة والفنادق.في عهد يوسف ابن تاشفين شكلت فاس قاعدة حربية هي الأولى في شمال إفريقيا.أما الجيش المغربي فقد عرف تاريخيا بقوة مقاومته وذهائه في الحروب، وأكبر شاهد على ذلك هو أن المغرب هو البلد الوحيد الذي لديه حارة وباب باسمه في مدينة القدس، وتعود هذه التسمية إلى عهد صلاح الدين الأيوبي، إذ أنه وضع المحاربين المغاربة على هذا الباب لحماية بيت المقدس، وعند سؤاله لماذا استأمنتهم على المسجد الأقصى أجاب: “أسكنت هناك من يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة”.تاريخ المغرب الغني وحضارته العظيمة جعلت الكثيرين يرونه الأب الروحي للعالم. ويشكل تاريخ المغرب بحضارته وازدهاره ، وحاضر هذا البلد بموقعه الاستراتيجي وعلاقاته السياسية مع الدول الإفريقية، وعلاقته الديبلوماسية مع أوروبا، عقدة للكثير من الدول.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...