عرفت قاعة حرف المغرب بآزمور معرضا فنيا شمل لوحات فنية للفنان الآزموري السيد عبد الله ديباجي، إلى جانب عرض للصناعة التقليدية المحلية منها الطرز و النقش على الخشب و الحياكة، بالإضافة إلى أنشطة اقتصادية، مثل بيع منتوج العسل و الأعشاب الصحية، و أنشطة وثقافية من أبرزها قراءة في كتاب “الله، الرياضيات، الجنون” للكاتب فؤاد العروي.
و قد شكل الطرز الآزموري بأشكاله المتنوعة تحفة فنية أثث أروقة دار الصانع التقليدي الذي أصبح يعرف ب “حرف المغرب”، هذا الفن الذي مازال صامدا إلى حدود اليوم بفضل ثلة من نساء مدينة آزمور، رغم تعاقب الأزمنة و الفترات التاريخية و الإكراهات التسويقية للمنتوج، الذي يعود إلى العصور الوسطى و ما قبلها، و رغم الإكراهات والصعوبات التي تعترض تسويق هذا المنتوج و بيعه.
وارتبط وجود الطرز الآزموري بتواجد اليهود بمدينة آزمور، حيث كان لهم شأن في تطوير هذه الصناعة التقليدية من خلال لمساتهم الفنية و أشكالهم الهندسية و تلقينها للأسر المسلمة.
كما يتميز الطرز الآزموري عن الطرز الفاسي و الرباطي و المكناسي وغيرهم، بارتباطه بأشكال مستوحات من الطبيعة والمحيط ومن الأساطير والخيال الواسع للإنسان، مثل الطاووس والتنين والمرشة.
ويعود سر وجود الطرز الآزموري إلى اليوم، ومقاومته وصموده أمام متغيرات الزمن و تقلباته، إلى مرونته و تعايشه مع كل الفترات التاريخية التي مرت منها مدينة آزمور، فقد عرف الطرز الآزموري تطورا كبيرا عبر الأزمنة و الفترات التاريخية، فحافظت الأسر الآزمورية على هذا الموروث التراثي و طورته، كما حرصت على انتقاله من جيل إلى جيل.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...