ساحة جامع الفنا التي كانت تنبض بالحياة، وكانت قلب مدينة مراكش عاصمة السياحة، صارت اليوم كئيبة والحركة فيها شبه متوقفة بشكل تام، فرغم محاولة لملمة جراحها بعد السماح لاستئناف الأنشطة الاقتصادية بها، إلا أن المشهد الكئيب الذي فرضته عليها جائحة كورونا، لا زال المسيطر على الأوضاع، وكأن لا ضحكات تعالت فيما قبل وسط هذا الفضاء.جامع الفنا التي اغتيل فيها فن الفرجة بسبب فيروس لا يرحم، فنانوها بدورهم اغتيلت ضحكاتهم وأحلامهم، ولم يتبقى لهم من هذا الفضاء سوى الذكريات ومشاعر ممزوجة بين الألم والحسرة على فنهم الذي ضاع وعلى الوضع الذي آلوا إليه بعد توقف نشاطهم الذي كانوا من خلاله يوفرون مصاريف حياتهم اليومية.اليوم، حلايقية جامع الفنا، يعانون في صمت، لا مورد آخر لهم، ولا من يرحمهم في عز هاته الجائحة التي أتت على الأخضر واليابس، جلهم ينتظر من يتصدق عليهم، ويساعدهم في محنتهم، وخاصة وزارة الثقافة التي ينبغي أن تلتفت إلى هاته الفئة التي كان لها دور كبير في الترويج السياحي لساحة جامع الفنا ولمراكش بشكل عام.وحسب بعض فناني الساحة، فإنهم يستنكرون عدم الالتفات اليهم من طرف الجهات المسؤولة في هاته الأزمة، بل وحتى المساعدات الاجتماعية التي قدمت لهم على غرار الاسر المتضررة من كورونا، لم يستفيدوا منها كما الجميع، وذلك بالنظر للتلاعب بها من طرف إحدى الجمعيات التي تسير العاملين بالساحة على حسب هواها، وهو ما جعل فئة كبيرة من هؤلاء الفنانين يطالبون السلطات المحلية بالسهر على توزيع أي مساعدة اجتماعية ستمنح لهم مستقبلا، وعدم تفويض الأمر لتلك الجمعية التي أقصت الكثيرين مقابل استفادة أشخاص هم في غنى عن تلك المساعدات.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...