كشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش أنه تم اليوم 29 شتنبر 2020، من طرف محكمة الإستئناف بمراكش، للمرة التاسعة تأجيل ملف الكويتي الهارب من العدالة في قضية اغتصاب قاصر عمرها اقل من 15 سنة (ج) الى غاية 17 نونبر القادم.
ويأتي التاجيل في الوقت الذي كانت تنتظر من السلطات القضائية إصدار مذكرة تسليم الجاني من طرف الدولة الكويتة بناء على الاتفاقية المبرمة بين الدولتين عام 2008 ،حول تسليم المجرمين، او ان تبادر الدولة الكويتة باعمال المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل، القاضي بحظر الاستغلال الجنسي للقاصرين، سواء بتسليمه للمغرب او عرضه على القضاء الدولي ،نتفاجأ بتهريب الملف عبر توظيف القانون باعمال مسطرة التأجيلات المتتالية، وربما اللجوء الى المسطرة الغيابية دعما لإفلاته من العقاب.
ومعلوم ان الشاب الكويتي المدعو عبد الرحمان العازمي، عمره 24 سنة والذي تم تمتيعه بالسراح المؤقت اواخر يناير من السنة الجارية، دون وضعه تحت المراقبة القضائية، وسحب جواز سفره واغلاق الحدود في وجهه، تمكن من مغادرة التراب الوطني ساعات بعد اطلاق سراحه.
وخلال متابعتنا لكل اطوار القضية وتنصيب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش كطرف مدني، تبين ان المغتصب مستمر في الغياب عن المحاكمة منذ جلسة 11 فبراير الماضي، حيث ادلى دفاعه بشهادة طبية صادرة عن المصالح الطبية (طبيب الأسنان) الكويتية بتاريخ 03 فبراير 2020.
ومعلوم ان الشاب أقر باغتصابه الطفلة القاصر من الدبر سواء اثناء البحث التمهيدي او مرحلة التحقيق التفصيلي المنجز من طرف قاضي التحقيق، وان الافعال تمت في شهر يوليوز 2019 ،بإحدى الفيلات بمنطقة النخيل السياحية التي إعتاد على تأجيرها والنزول فيها عند زياراته المتكررة لمرات عديدة في كل سنة لمدينة مراكش والتي بلغت اربع زيارات متتالية من مارس إلى دجنبر 2019 ، كما ان الضحية كانت ترافقه للعلب الليلية ويسمح لها بالولوج رغم انها قاصر، وانه تم تمتيع المشتبه بالسراح المؤقت بناءا على تنازل والدي الضحية عن الحق المدني، وإدلاء سفير دولة الكويت بتعهد مكتوب مفاده إحضاره للمحاكمة في حالة إطلاق سراحه، حيث اعتبرت السفارة الكويتية مدة الاعتقال الاحتياطي التي دامت حوالي 50 يوما، طويلة جدا وغير مقبولة وفق تبريرها.
واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش أن القرار الصادر عن محكمة الاستئناف بمراكش في إولى جلسات محاكمة المغتصب، قرارا مشوبا بالخطأ ولم يتم فيه احترام شروط التمتيع بالسراح المؤقت والاجراءات الواجب اتخاذها خاصة ان الفعل خطير وفصول المتابعة تبين حجم الجناية المرتكبة، مما سهل على المغتصب الفرار من العدالة.
وطالبت بتقديم طلب رسمي للدولة الكويتية بشأن تسليم المغتصب لمحاكمته حضوريا، كما نؤكد ان الدولة الكويتية بحكم الاتفاقية الثنائية الموقعة مع المغرب، وبحكم التزاماتها الدولية، باعتبارها طرفا في اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولات الملحقة بها، ملزمة بتسليم المغتصب لمحاكمته وعدم تشجيع الافلات من العقاب في الانتهاكات التي تطال حقوق الطفل.
وجددت مطلبها القاضي بفتح الملف عبر اجراء تحقيق شامل، خاصة امام تنازل اسرة الضحية، و عدم متابعة او الاستماع الى صاحب الفيلا، واصحاب الملاهي الليلية، لانه تساورنا شكوك حول إمكانية تشكيل شبكة للاتجار في البشر.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...