أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب “الاستقلال”، أن حزبه مستعد للاعتذار لسكان الريف في حال تبثث مسؤوليته في الأحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة نهاية خمسينيات القرن الماضي.
وجدد بركة دعوة الحزب إلى فتح ورش المصالحة الحزبية مع منطقة الريف من أجل “كشف حقيقة المزاعم التي تُحمِّل الحزب مسؤولية ما جرى خلال أحداث 1958 و1959 والقيام بالمكاشفة الحقيقية مع الذات والنقذ الذاتي بل والاعتذار للساكنة إن تبثت تلك الإدعاءات والمزاعم”ـ على حد قوله.
وشدد بركة، الذي كان يتحدث في ندوة حول الريف نضمها الحزب، على ضرورة استكمال جبر الضرر الجماعي بالريف وإلى استجلاء حقيقة أحداث لسنتي 1958 و1959 “لتقوية الوحدة الوطنية في أفق المصالحة الشاملة مع المنطقة”.
وأكد بركة عن استعداد حزبه لرصد موضوعي لملابسات أحداث الريف خلال تلك الحقبة، “من أجل إعادة قراءتها مجددا وإدراجها ضمن التملك الجماعي لهذا الماضي في أفق الطي النهائي لهذه الحقبة المثيرة للجدل من تاريخنا المشترك، بعيدا عن الأحكام الجاهزة التي يتم الترويج لها من طرف البعض”.
وسجل بركة أن من بين مظاهر صعوبة هذه المهمة هي أن “الصحوة الذاكراتية” التي انطلقت منذ نهاية التسعينيات، في إطار مسلسل المصالحة وطي صفحة انتهاكات سنوات الماضي، “ظلت سجينة مقاربة وجدانية أو إيديولوجية، سواء كانت فردية أو جماعية، ولم تصل إلى عتبة البحث التاريخي وما يقتضيه من مقاربة علمية، ومسافة منهجية، واستقصاء موضوعي، وتمحيص نقدي للرصيد الوثائقي وللمادة التاريخية”.
ودعا بركة، في هذا الصدد، إلى “الاشتغال على الجانب الرمزي والثقافي في حفظ وتثمين ذاكرة المنطقة وخصوصيتها، في إطار الهوية الوطنية الموحدة والمتميزة بتنوع مكوناتها”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...