قصة جريمة.. رجل وسبع مومسات

استدراج لتعاطي الدعارة

في الأشهر الأولى من سنة 2020 تقدم (م.د) إلى الجهة المختصة بشكاية مفادها أنه أثناء زيارته لمدينة مكناس اقتنصته شابة حسنة الوجه والمظهر واقترحت عليه تعاطي الدعارة وقضاء لحظات حميمية معها، وبعدما بلع الطعم استدرجته إلى فيلا بأحد الأحياء الراقية بمنطقة حمرية الحضرية، والتي بعد ولوجها فوجئ بوجود بعض صديقاتها المومسات، وبعد وقت وجيز ووفق الخطة المدروسة التحق بهم أربعيني تظاهر بأنه زوج الأولى التي تخونه على حد زعمه، وهدد بإبلاغ مصالح الأمن لضبطها هي وشريكها.

وأضاف (م.د) الذي تعرض للاحتيال، أنه عندما فطن لهذه المكيدة وحاول مغادرة المكان تعرض للاحتجاز بالقوة، والتنكيل والإيذاء والترهيب من طرف أراد العصابة ولم يفرجوا عنه إلا بعدما سلبوا منه مبلغا ماليا كبيرا كفدية.

وقد أدلى بمعلومات عنهم وأصر على متابعتهم أمام القضاء وقد أوكل البحث في هذه النازلة لأفراد محاربة العصابات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن مكناس.

رجل وسبع مومسات

في ظل المعطيات المتوفرة قام رجال الضبط القضائي بتحريات ميدانية ماراطونية تمكنوا على إثرها من توقيف المشتبه فيهم على مرحلتين في أزمنة وأمكنة متفرقة وإخضاعهم لتدبير الحراسة النظرية، والذين عند استجوابهم نفوا علاقتهم بالموضوع لكن الأشرطة والتسجيلات والصور الفوتوغرافية التي تم حجزها لديهم والتي توثق لعمليات مماثلة نفذوها في حق ضحايا آخرين بمدن مكناس وفاس والدار البيضاء والمحمدية وغيرها، لكن هؤلاء الضحايا فضلوا عدم تقديم شكايات تفاديا للعار والفضيحة لأن جلهم متزوجون ولهم مراكز اجتماعية (…).

وعلى ضوء المحاضر المنجزة في هذا الصدد وعلى ملتمس الوكيل العام للملك في ملفين منفصلين، أمر قاضي التحقيق بحبس الأظناء احتياطيا وبعد استنطاقهم ابتدائيا وإعداديا وتأكيد أقوالهم السابقة، قرر متابعتهم بالأفعال أعلاه وتقديمهم للمحاكمة وهم يتشكلون من رجل وسبع مومسات.

72 سنة سجنا للمتورطين

وبتاريخ 5 أكتوبر 2020 صدر في الملفين الابتدائيين المضمومين عدد 146 و 282/2020 قرار بمؤاخذة (م.ب) و(ش.ف) و (هـ.ق) و(أ.م) و(ن.ن) و(ن.ف) و(ع.ف) كل منهم حسب درجة تورطه في تكوين عصابة إجرامية والاحتجاز المقرون بالعنف بهدف الحصول على مبالغ مالية وفدية بواسطة التهديد بإفشاء أمور شائنة ومحاولة ذلك والحكم عليهم بـ 72 سنة سجنا 12 منها للأولى و 10 لكل واحد وواحدة من باقي المتابعين وبأداء الثلاثة الأوائل تضامنا تعويضا للضحية مع الصائر والإجبار في الأدنى وبراءة الثامنة (ع.ش). وهو الحكم الذي طعنت فيه النيابة العامة وباقي الأطراف والذي أعلنت غرفة الجنايات الاستئنافية بمكناس نهائيا وحضوريا في آخر جلستها المنعقدة اليوم الخميس 15 أبريل الجاري عن تأييده برمته بالنسبة للسبعة الأوائل مع إجراء المسطرة الغيابية في حق الثامنة.