اعتبر تقرير لمعهد الأمن والثقافة الإسباني أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، والنجاحات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للمغرب، وتنامي قوته السياسية والعسكرية، تشكل “تحديات واضحة للمصالح الاقتصادية الأوربية وسلامة الأراضي الإسبانية”.
ويعتقد معدو التقرير، الذي جاء تحت عنوان”المغرب ومضيق جبل طارق والتهديد العسكري على إسبانيا”، أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء “يقوض” النفوذ الذي تحتفظ به إسبانيا وفرنسا على المنطقة المغاربية، ويعزز بالمقابل مكانة الولايات المتحدة الأمريكية كقوة موازنة من خلال حليفها المغربي، في ظل ضعف البلدان الأخرى في المنطقة، والاستقلال الاستراتيجي الأوربي، في مواجهة النفوذ الصيني الروسي المتزايد، حيث سيصبح المغرب “رهانا قويا كضامن للأمن الإقليمي وكوكيل يوجه مصالحها الوطنية”،.
واعتبر التقرير الدعم الأمريكي يفيد ويقوي المغرب في التنافس الذي يحافظ عليه مع الاتحاد الأوروبي لاستغلال مياه الصحراء، وهي منطقة غنية بالمعاد، مثل التيلوريوم والكوبالت والرصاص، وقد يشجعه، في مواجهة الدول المجاورة، إلى “اتخاذ قرارات من جانب واحد”، مشيرا في هذا السياق إلى انه أسبوع واحد بعد اعتراف ترامب بمغربية الصحراء، تحدث سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربي عن وضعية الجيوب المحتلة سبتة ومليلية.
وتوقف التقرير على مجوعة من المزايا الاقتصادية التي سيجنيها المغرب من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مبرزا في هذا الصدد أن هذا المستجد سيساهم بالدرجة الأولى في فتح أسواق جديدة ويشكل دفعة كبيرة لرغبات القيادة الاقتصادية للمغرب، الذي يعد بالفعل القوة الاقتصادية الخامسة في إفريقيا وواحد مما يسمى “الأسود الأفريقية”، كما أن منطقة الصحراء تتناسب مع خطط التنمية الاقتصادية للمملكة، كمصدر للصادرات، حيث يعتمد نجاح المغرب ورؤيته للمستقبل على النقل الحر والآمن للبضائع البرية عبر هذه المنطقة، التي تعتبر نقطة مهمة ضمن مشروع بناء خط أنابيب غاز، الذي يربط نيجيريا والمغرب وأوروبا، وهو المشروع الذي سيقوض كذلك احتكار الغاز الجزائري، وفق معدو التقرير.
معهد الأمن والثقافة الإسباني أعرب أيضا عن “تخوفه من طموحات المملكة للتفوق العسكري الإقليمي وكسر نفوذ الجزائر، التي لا تمر بأفضل لحظاتها، في المنطقة اقتصاديا وعسكريا، حيث نفذ منذ سنة 2017 خطة إعادة تسليح مدتها خمس سنوات بقيمة 22 ألف مليون دولار بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، ويرى أن سباق التسلح المغربي ” سيولد عدم استقرار إستراتيجي على المديين القصير والمتوسط في شمال إفريقيا “، ويشكل على المدى الطويل تحديا للقدرة العسكرية الإسبانية، إلى جانب المشاريع الاقتصادية، مثل طنجة المتوسط ، الذي يتنافس مع موانئ الجزيرة الخضراء وفالنسيا وبرشلونة، معتبرا أن “الطموحات السياسية والإقليمية للمغرب، تعني أن المصالح الاقتصادية والإقليمية قد تتعرض سلامة إسبانيا لتهديد خطير في المستقبل”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...