يطالب مجموعة من سكان الأحياء غير المهيكلة بأولاد النمة بحقهم في التنمية، لا سيما تهيئة الأزقة والربط بالماء والكهرباء وتقوية شبكة الإنارة العمومية، وتحسين التزود بالماء الشروب، وتأهيل شبكة الصرف الصحي في أحياء باتت تصنف على أنها “فضاءات خارج الزمن المغربي”.
ويعتبر حي الياسمين 01 من ضمن هذه الأحياء، التي تشكو من أعطاب التنمية، حيث لاتزال ساكنته تفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة من كهرباء وإنارة عمومية وأزقة معبدة وأمن وحتى مسجد، ما يزيد يوما بعد آخر من منسوب الاحتجاج ورفض المزيد من الوعود التي لم تجد ولن تجد طريقها الى التنفيذ حسب تصريحات مواطنين.
أسر تشكو من الوعود الكاذبة
مليكة أفاسي، واحدة ممن يتجرعون مرارة العيش بالحي المذكور، ذكرت أن العشرات من الأسر تعيش التعاسة والوجع، بعد أن تم اغتصاب أحلامها أكثر من مرة بحزمة وعود كاذبة، لتجد نفسها أمام واقع يحبل بالمآسي، مشيرة إلى أنها منذ حوالي 10 سنوات وهي تنظر مبادرة من السلطات والمجلس الجماعي للإستفادة من شبكة الكهرباء.
وقالت أفاسي’’أن الحي لا يكتسي شرعيته إلا خلال المحطات الانتخابية،حيث يتسابق المترشحون للظفر بأصوات الناخبين مستغلين ظروف عيش المقهورين، لكن فور انتهاء من الحملة يعود الحديث عن المساطر القانونية ومدى أحقية سكان الحي في الاستفادة من ضروريات العيش‘‘.
ودعت المتحدثة السلطات المحلية والإقليمية إلى التفكير بجدية في مطالب الأحياء العشوائية التي ترزخ تحت اليأس والإحباط منذ زمن ما سمي ب ’’ الربيع العربي ‘‘بعد فشل المنتخبين في تنزيل وعودهم، ما جعل الآهالي يجترون جراحهم ومآسيهم في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه.
ومن جهته،اعتبر الصديق فريدي، من شباب الحي،ضعف الإنارة العمومية، واستفحال مظاهر الإقصاء والتهميش وغياب فرص العمل، ورداءة الأزقة من بين المعيقات التي تحول دون أساسيات العيش الكريم، موضحا أن الحياة تستحيل مع الظلام والخوف، وأن الوعود الخاصة بتهيئة الحي لم تتحقق بعد، ما يؤكد حسبه أن الساكنة ستبقى خارج زمن الألفية الثالثة‘‘.
وكشف فريدي الذي يعاني من كسر على مستوى رجله اليسرى، عن حجم معاناته للتنقل إلى مستشفى القرب بالمدينة للعلاج، جراء رفض وسائل النقل الدخول إلى قلب الحي بسبب بنية أزقته المهترئة، مؤكدا أنه مجبر على ركوب الدراجات ثلاثية العلاجات كلما كان في حاجة ماسة الى قضاء أغراضه.
نحن منسيون والحياة أصبحت مرّة..
“نحن منسيون تماما في هذا الحي ومشاكلنا لا تجد طريقها إلى الحل…، كما أن احتجاجاتنا ونداءاتنا ظلت حبيسة جدران الجماعة الترابية، وفي غياب الكهرباء أصبحت الحياة بالنسبة لنا مُرّة، فالخوف من العقارب والحشرات السامة يهدد أبناءنا، والعيش على إيقاع الكلام النابي يفسد ’’ اللّمة الأسرية‘‘.. تقولسيدة ستينية.
وبلهجة مفعمة بالاستعطاف تناشد المرأة ذاتها،المسؤولين لأخذ بعين الإعتبار ظروف الأسر القاطنة بالحي قائلة: “شوفوا فينا شوية.. راحنا خدامين غير في ’’الموقف ‘‘ومن الصعب علينا أداء مصاريف الدراسة الخاصة بالمشروعمن أجل الحصول على الكهرباء، منتهية بالقول ’’ رجاءنا في الله وفي سيدنا الله انصروا‘‘..
وتضيف ’’ راحنا مكرفصين وأولادنا مكرفصين منذ سنة 2011، لا ماء لا ضوء لا واد الحار.. احنا مابقيناش عارفين واش عايشين في مدينة ولّا دوار.. وبعد أخذها لنفس عميق تكمل رابحة ’’حتى الدواوير استفادت من الكهرباء في أعالي الجبال واحنا نساونا وحتى واحد متيفكر فينا حتى تتوصل الانتخابات.. ‘‘.
مصابيح بدون كهرباء.. ومنازل معروضة للبيع
في الحي الياسمين01 توجد العشرات من المنازل المعروضة للبيع، ومصابيح كهربائية معلقة بالشوارع بدون خيوط كهرباء، تقول نسوة أنهن اشتريناها بمالهن الخاص لإنارة الأزقة، كما يوجد أطفالا يلعبون في التراب وبأماكن غير نظيفة، وفي أزقة ضيقة يصعب على سيارات الأجرة أو الإسعاف أو الوقاية المدنية ولوجها.
وكشف السعيد النحال، أن سكان الحي سبق وأن طالبوا بهذه المصابيح من أجل إنارة الأزقة في غياب الشبكة، وساهموا بمالهم الخاص لشرائها لكن بعد ذلك تبين من خلال الاستشارة مع المكتب الوطني للكهرباء، أن ربطها بالكهرباء يتطلب دراسة خاصة، مشيرا أن موظفي المكتب الوطني للكهرباء أكدوا أن استعمالها قد يتسبب في انخفاض الطاقة بباقي المنازل المستفيدة من الشبكة.
ولفت النحال الانتباه إلى أن فعاليات مدنية بسبت أولاد النمة سبق لها وأن ترافعت على مطالب الساكنة خاصة ما يتعلق منها بالصرف الصحي والتبليط، مشيرا إلى أنه بعد تدخل السلطات الإقليمية والمحلية وترافع الجمعيات المدنية، تمت المصادقة في هذا الإطار، على عقد اتفاقية شراكة مع المجلس الإقليمي والمكتب الشريف للفوسفاط.
رأي المجلس الجماعي.. الجهود متواصلة لإدماج الحي في منظومة تنموية شمولية
وفي معرض تعليقه عن هذا الوضع، أكد بلكاسم الوستيتي رئيس المجلس الجماعي لسبت أولاد النمة،أن حي الياسمين01 هو نتاج مرحلة حرجة اتسمت بنوع من التساهل مع ظاهرة البناء العشوائي على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن المجلس الجماعي الحالي لا يتحمل مسؤولية هذا الوضع، ومع ذلك فقد وظف كل جهوده مع باقي المتدخلين لإدماج الحي في منظومة تنموية شمولية.
وأوضح المتحدث، أن المجلس الجماعي وافق على أزيد من 4000 رخصة ربط بالكهرباء لفائدة كافة المحرومين من الشبكة بالمدينة، وتدارس العديد من الملفات المتبقية مع المكتب الوطني للكهرباء. مشيرا إلى أنه قد تمت المصادقة مؤخرا على اتفاقية شراكة مع الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء سيتم بموجبها ربط 600 منزل بالماء الشروب من ضمنها منازل الحي المذكور، ناهيك عن 1600 رخصة أخرى همت مختلف الأحياء في وضعية هشاشة وتمت في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي
وأشار المسؤول ذاته، إلى أن واقع الحال بالنسبة للحي المذكور لا يختلف كثيرا عن باقي الأحياء العشوائية بالمدن والمراكز المجاورة، وأن السلطات المختصة لم يسبق لها أن نسيت أو تناست وضعا كهذا بالإقليم، ولا أدل على ذلك – يقول- اللقاءات الكثيرة التي تمت لتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، ناهيك عن الشراكات التي تمت في هذا السياق بين المتدخلين في التنمية المحلية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...