“على نفسها جنت براقش”، مثال ينطبق على رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي صمت ولاية كاملة امتدت لخمس سنوات لدرجة أن لقبه الشعب المغربي بـ”الرجل الصامت” أو “سعد الدين الكتماني” لتكتمه في عدد من المواقف التي تقتضي الكلام، ذلك لأنه قلما يتكلم أو يشارك في حوارات أو يعطي تصريحات وهكذا عهده المغاربة، إلا أنه ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية ووعيه بالخطر المحذق الذي قد ينحي حزبه إلى كواليس اللعبة السياسة، بدأ رئيس الحكومة في التحرك محاولا خلق الجدل، إلا أن الأمر انقلب إلى ضده.
وفي رد منه على ما قاله العثماني خلال رده على تدخلات نواب عن جزب التقدم والاشتراكية أثناء مناقشة الحصيلة الحكومية بمجلس النواب، أكد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، بأن حزبه أيضا يتحمل جزء من المسؤولية ولا يتنصل منها، مع الأخذط بعين الاعتبار الفرق الذي يتجسد في كون حزب التقدم والاشتراكية لم يتقلد المسؤولية الأساسية يوما ولم يقد الحكومة، مشددا على أن حزب التقدم والاشتراكية كانت له نبرة نقدية منذ البداية إلا أنه كان متضامنا ولم يطعن من الخلف ولم يطعن في الحكومة بل نقد بشكل إيجابي من أجل تحسين آداء الحكومة التي شارك فيها.
وتطرق بن عبد الله لما صرح به العثماني حول إعفاء الوزيرين المنتميين لحزب التقدم والاشتراكية واصفا تصريحه بـ”الدنيء” و”اللامسؤول”، كما اعتبر بأنه غير مقبول خاصة من قبل العثماني الذي يعلم الأسباب أكثر من غيره. وأوضح بأن إعفاء الوزيرين كان بمثابة ثمن أداه الحزب مقابل تحالفه مع حزب العدالة والتنمية متسائلا:” كيف تفسر أن يعفي وزراء من جميع التيارات منهم اللامنتمون، وألا يتم إعفاء أي وزير من حزبكم؟” وواصلنا الاشتغال معكم بالرغم من ذلك بطلب منكم وباقتناع منا إلى أن تفجر الصراع بين شرفات أفيلال وعبد القادر عمارة ما جعلنا نعقد اجتماعا في مكتبكم واتفقنا على عدد من النقاط لم يتم تنفييذها، والأكثر من ذلك “غرقتي شرفات أفيلال بمواقفكم ومواقف وزيركم” ليتم إعفاؤها دون أن تدافعوا عنها مجددا.
وعن أسباب مغادرة حزبه للحكومة، قال بن عبد الله بأن حزب التقدم والاشتراكية غادر الحكومة لأنها فاقدة للنفس الإصلاحي، مشيرا إلى أن ذلك لن يؤثر على علاقتهم مع حزب المصباح وأنه “ستبقى لنا نفس العلاقات مع الحزب إلا أن في حكومة عبد الإله بنكيران كنا نشعر بالدفئ مقابل مواقفنا”. مذكرا: ” كنا ننبه لضرورة فرض النبرة الإصلاحية وتحقيق تجانس في الحكومة بالرغم من صعوبة الأمر لأن التيارات الأربعة والأحزاب السياسية كان هاجسها هو “تكسير” الحكومة، وهو ما جعلنا نغادر الحكومة بعد أن افتقدت الحكومة قوتها القوة ونفسها الإصلاحي”. وأضاف: كان الأجدى أن تدافعوا عن أنفسكم وحكومتكم لكن على الأقل حافظوا على علاقة الود والتضامن.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...