عبد العالي بن مبارك بطل
من بين القصص التي ألهمتني وأحببت مشاركتكم إياها نظرا لدلالتها على واقعنا الحالي، قصة الأمير بشير الشهابي مع خادم له، حيث يحكى أن الأمير الشهابي في يوم من الأيام قال لخادمه:إن نفسي تشتهي أكلة باذنجان،. فأجابه الخادم : الباذنجان يا سمو الأمير، بارك الله فيه نعم الاختيار، انه سيد المأكولات ، لحم بلا شحم، سمك بلا حسك، يؤكل مقلياً، ويؤكل مشوياً، ويؤكل محشياً، ويؤكل مخللاً، ويؤكل مكدوسا. فنظر الأمير للخادم وقال له: ولكني أكلت منه قبل أيام فنالني منه ألم في معدتي . فقال الخادم الباذنجان؟؟!! لعنة الله على الباذنجان.!! فإنه ثقيل، غليظ، نفاخ ، أسود الوجه!! فقال له الأمير : ويحك.. تمدح الشيء وتذمه في وقت واحد ؟!! فقال الخادم: يا مولاي أنا خادم للأمير ولست خادما للباذنجان، إذا قال الأمير نعم، قلت له نعم، وإذا قال لا.. قلت لا !!
حقيقة ما أكثر الباذنجانيين في مجتمعاتنا، ومن منا في يوم من الأيام لم يصادف باذنجانيا أو يتصرف كهؤلاء الباذنجانيين، بحيث انه يصفق للفعل وضده في نفس الوقت إلا من رحم ربك. هذه الثقافة والنظرية التي أصبحت تسود مجتمعاتنا وتلقي بظلالها على أبنائنا وأسرنا والجيل القادم، بحيث أصبحت هي المتحكمة في مجريات الأمور بحيث أننا قد نجدها في كل مصلحة أو جهة معينة وحتى منازلنا، على الرغم من ضررها الجسيم على المجتمعات والأوطان ورقي وازدهار شعوبها. وشخصيا أعرف أشخاصا نبغوا في ركوب الموجة، بحيث اجدهم يفطرون مع أشخاص في الصباح وعند الظهيرة او المساء يتغدون أو يتعشون مع أشخاص ضد الأشخاص الذين فطروا أو تغدوا معهم، يغيرون جلودهم في كل مرحلة ويتحولون في اتجاه الريح، وهم يعتبرون هذا التذبذب خفة دم وهذا النفاق شطارة، ويسمون المتمسكين بمبادئهم مجانين لأنهم يضيعون الفرص. ومن أجل هذا تروج بضاعة المنحرفين والمذبذبين والمنافقين في المجتمعات المنحرفة، ويصبح لا مكان للرجل المتمسك بمبادئه والمؤمن بالمثل العليا، فهو في نظرهم خارج عن قانون الغابة والنظرية الباذنجانية.
ألا ما أكثر الباذنجانيين في أيامنا هذه خصوصا وقرب موعد الانتخابات. فشتان ما بين الباذنجان كخضرة وبين نظرية وعقلية الباذنجانيين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...