وقع المغرب وإسرائيل الأربعاء اتفاق-إطار للتعاون الأمني “غير مسبوق خلال زيارة غير مسبوقة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة. ويرسم الاتفاق، الذي وقعه غانتس والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، التعاون الأمني بين البلدين “بمختلف أشكاله” في مواجهة “التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة”، بحسب الجانب الإسرائيلي. وسيتيح للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير. ووصف غانتس الاتفاق بأنه “أمر مهم جد ا، سيمكننا من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية” إلى المغرب. وقبيل أن يستقبله نظيره المغربي توجه وزير الدفاع الإسرائيلي والوفد المرافق له إلى ضريح محمد الخامس بالرباط، للترحم على الملك الرحلني محمد الخامس و الحسن الثاني. وكتب على الدفتر الذهبي للضريح “نرجو مباركتهما ونتطلع معا إلى مستقبلنا المشترك، في وقت تتعمق فيه الروابط بين شعبينا وتتوحد أمتانا لرسم رؤية مشتركة للسلام”. وقبل إقلاع طائرته من مطار بن غوريون في تل أبيب مساء الثلاثاء تحدث غانتس عن “رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي لهذا البلد”. ويرتقب أن يتباحث المسؤول الإسرائيلي في وقت لاحق الأربعاء مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. وأقام البلدان علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000. وعشية وصول غانتس إلى الرباط جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين والمغرب ناصر بوريطة، خلال لقائهما الاثنين بواشنطن، التأكيد على أهمية “التعميق المستمر” للعلاقات بين المغرب وإسرائيل. وثارت زيارة غانتس، الذي كان قائد أركان الحرب الإسرائيلية خلال الحرب على غزة العام 2014، تنديد النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية الرافضين للتطبيع مع إسرائيل. ودعت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، التي تضم تيارات يسارية وإسلامية، إلى التظاهر الأربعاء احتجاجا على “قدوم مجرم الحرب” غانتس إلى المغرب. كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات مماثلة تحت وسوم من مثل “لا مرحبا بالقاتل غانتس”. وأكد الملك محمد السادس، الذي يرأس لجنة القدس، في عدة مناسبات بعد التطبيع مع إسرائيل استمرار دعم القضية الفلسطينية على أساس المفاوضات من أجل حل الدولتين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...