أثارت عودة الغبار الأسود إلى سماء مدينة القنيطرة استياء السكان الذين أصبحوا يعيشون حياة سامة كما وصفوها، نتيجة الهواء الملوث والانبعاثات الصناعية التي تكسو سماء المدينة وتهدد صحة مواطنيها، حيث ارتفعت أصوات الفاعلين والمهتمين بمجال البيئة المنددين بهذا الوضع الذي يدعو للقلق والمطالبين بوضع حد لهذا التلوث.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ “القنيطرة تختنق”، تنديدا بتلوث الهواء والانبعاثات الغازية السامة وكذا الغبار الأسود، ودعوة منهم السلطات للتدخل العاجل لوقف هذه المهزلة البيئية، التي تعد جريمة في حق البيئة والإنسان على حد سواء، منبهين إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة وجذرية لانبعاثات المصانع التي أصبح مالكوها ورؤوس الأموال يجدون المدينة وجهة مفضلة لهم بحكم موقعها الاستراتيجي المناسب لمشاريعهم.
وصرحت السيدة عائشة لموقع “الأنباء تيفي” وهي سيدة أربعينية تقطن بالمدينة لأزيد من 30 سنة: “لقد أثرت هذه المشاكل البيئية كثيرا على صحتي خصوصا انني اعاني من صعوبة في التنفس ، والمشكل الآخر هو الغبار الأسود الذي يلوث ارضية المنزل فورا بعد تنظيفها ويلوث الغسيل المنشور في الأسطح، أصبحنا لا نستطيع تجفيف الملابس البيضاء على أسطح المنازل لأنها تتسخ بغبار أسود شبيه بالفحم فور نشرها، اننا نعاني كثيرا، لابد من إيجاد حل بشكل مستعجل”.
وفي خضم هذا الجدل القائم تطرق فريق حزب “التقدم والاشتراكية ” لهذه الكارثة البيئية والصحية التي تعرفها المدينة، حيث طرحت البرلمانية عن الحزب ليلى التهامي، سؤالا على وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حول الإجراءات المتخذة من طرف وزارتها لمحاصرة كارثة الغبار الأسود الناجم عن الوحدات الصناعية بمدينة القنيطرة.
وأوضح بلاغ للوزارة أن تعبئة الوحدة المتنقلة لرصد جودة الهواء يتم في أفق إعداد تقرير تقني سيتم تقديمه الى اللجنة الاقليمية، لتمكينها من اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة وفقا للقوانين الجاري بها العمل.
وخلص البلاغ إلى أنه تمت مطالبة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، باتخاذ كافة الإجراءات للحد من حجم الانبعاثات الناتجة عن هذه المحطة، في انتظار ايقافها نهائيا تفعيلا للاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...