يخوض طلبة كليات الطب بالمملكة، إضرابا متواصلا عن الدراسة منذ أسابيع، تنديدا بالقرارات العشوائية التي تنهجها وزارة التعليم العالي، ملوحين بملفاتهم المطلبية التي يتجلى أهم مطلب بها في الرفع من جودة التكوين وتفادي الاكتظاظ والاعتراض على إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا.
وكشفت خديجة البغدادي، طالبة في السنة الثانية طب عام بوجدة ، في تصريح هاتفي خصت به “الانباء تيفي”، ان سبب خروج طلبة كليات الطب بالمغرب للاحتجاج جاء بعد عدة تراكمات ومطالب لم تعرها الحكومة أي اهتمام في الحين الذي تسعى فيه الآن لإدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا وتقليص مدة التكوين من 7 سنوات إلى ستة، دون تقديم البيداغوجية التي تنوي ان تتبناها مع مخاوف كبيرة من مدى مصداقية هذه الشواهد الجديدة وامكانية الاعتراف بها في أماكن أخرى.
وأضافت نفس المتحدثة، إلى أن المطلب الآخر والأساسي الذي أفاض الكأس، هو الاكتظاظ في اعداد الطلبة، خاصة اذا تم إلحاق طلبة أوكرانيا، مشيرة إلى ان هذا الاكتظاظ يمنع الطلبة من الاستفادة وتلقي المعلومات الكافية، و بالموازاة فإنه يؤثر سلبا على نفسية المريض الذي يشاهد أزيد من 15 طالبا متدربا من حوله، ما يدعو لضرورة توسيع مساحات التدريب وتقليص أعداد الطلبة المتدربين بنفس المكان .
و طالبت خديجة البغدادي من خلال تصريحها وباسم جميع طلبة كليات الطب الذين يعانون بالمغرب، من زيادة قيمة التعويضات على المهام المنوطة بهم قائلة “كيف يعقل لطالب في سنة 2022 يتدرب صباحا ويجري مناوبات ليلية ان يتقاضى 21 درهم في اليوم وهو ثمن لا يكفي حتى لتسديد تسعيرة سيارة الأجرة”.
و في ختام تصريحها، أفادت طالبة الطب بوجدة ان طلبة كليات الطب بالمغرب لا يكنون أي خلاف شخصي مع الطلبة العائدين من أوكرانيا، ولا عن طبيعة تكوينهم لكن إدماجهم في الوقت الحاضر مستحيل في مثل هذه الظروف، نظرا لرداءة التكوين و الاكتظاظ الذي تشهده مراكز التدريب الاستشفائية والقاعات الدراسية.
وفي سياق الموضوع، فقد أعلنت الوزارة في وقت سابق ان عدد المقاعد للسنة المقبلة سيزداد بنسبة كبيرة من 25%الى 40%، وهو ما يطرح تساؤلات حول مآل جودة التكوين مستقبلا وتحمل سعة المستشفيات للعدد الكبير من المتدربين .
واشارة الى موضوع إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، فقد كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد اللطيف ميراوي، قد أعلن في وقت سابق عن تنظيم مباريات لإدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بعد عيد الأضحى وذلك بغية دمجهم في على الصعيد الوطني بمؤسسات التعليم العالي العمومية والخاصة، في مجالات الطب والصيدلة والبيطرة وطب الأسنان.
ومن جهتهم، فقد أطلق طلبة كليات الطب من رواد مواقع التواصل وسم “جودة التكوين الطبي خط احمر”، تنديدا بقرارات وزارة التعليم العالي الجديدة، ويحقق الوسم نسبة مشاركة كبيرة الى حدود اليوم على صفحات التواصل.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...