اتهم وزير الخارجية ناصر بوريطة ضمنيا إيران، بأنها الراعي الرسمي لنشر الإرهـ ـاب والانقسامات في العالم العربي مع وجود تواطؤ من بعض الأطراف (الجزائر)، بتزويدها للجبهة الانفصالية “البوليساريو”، بطائرات مسيرة عن بعد.
وقال خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، أمس الاثنين 03 أكتوبر 2022، أن “إيران تقوم بدعم الحركات الانفصالية الإرهـ ـابية في مجموعة من المناطق، بما في ذلك شمال إفريقيا”، مضيفا أن “المغرب يعاني من هذا التدخل، ويجب على إيران تحمل مسؤوليتها أمام المنتظم الدولي، ولا يمكن لها استغلال هذا الفراغ لتقويض السلام في العالم العربي”.
مساعدة المعتزل دبلوماسيا
وعلى ذكر “تواطؤ بعض الأطراف”، فقد بادرت الجزائر منذ اندلاع أزمة الطاقة العالمية التي مكنتها من تحقيق انتعاشة مالية مهمة، بالرفع من الدعم اللوجيستي لميليشياتها بتندوف “البوليساريو”، عبر توفير أسلحة جديدة من إيران، إلا أن هذا الدعم لن يقبع لوقت طويل، إذ يحيل استنزاف مخزون العملة الصعبة من الخزينة الجزائرية، والذي قدر بحوالي 60 مليار دولار، من احتضانها لهذا الملف.
وقد تداولت تقارير إعلامية عربية، منذ عام 2018 عن وجود تدخل ايراني حقيقي بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. إذ أن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها لـ “البوليساريو”، من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، وترغب أيضا في استخدام دعمها لـ “البوليساريو” لتحويل النزاع الإقليمي بين الجزائر والجبهة الانفصالية من جهة، والمغرب من جهة ثانية، إلى وسيلة تمكنها من توسيع هيمنتها في شمال وغرب إفريقيا. خاصة في الدول الواقعة بالساحل الأطلسي، وهو الأمر الذي يجب التنديد به بالقمة العربية المزمع عقدها مطلع نونبر المقبل بالجزائر.
الكونطر خطة المغربية
وفي المقابل، يبدو أن التقارير الإعلامية التي أفادت بأن المغرب اشترى 150 طائرة مسيرة عن بعد من طراز “WanderB” لشركة “BlueBird” الإسرائيلية، والتي سيتم تنفيذ جزء من صناعتها بالمملكة، الموجهة لبعثات SR الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والمسلحين، لم تأتي من محض الصدفة، وإنما تؤكد حرص المملكة على التحضير بشكل استباقي لمواجهة مختلف التهديدات التي قد تمس بسلامة وأمن أرضها ومواطنيها. إذ تمكنت عناصر القوات المسلحة الملكية المرابطة على طول الحزام الأمني من تحييد الخطر، بل بادرت بعد ذلك القوات الملكية الجوية لتوجيه الضربات الاستباقية، اعتمادا على المعلومات الاستطلاعية والاستخباراتية، التي مكنت من جعل المناطق الواقعة خلف الجدار مستحيلة على الميليشيات المسلحة، حيث نجحت في تصفية قيادات بارزة في صفوف التنظيم الإرهابي ومموليه.