من منا لم يغني وينشد هذا الأغنية في يوم من الأيام وهو صغير السن؟ هذه الأغنية التي رددها أجدادنا السابقين بعد انتكاستهم وخروجهم من الأندلس، حيث تعد تعبيرا عن الحسرة والحزن والأمل في العودة إلى أمجادهم الأندلسية (اشبيلية منها). فهل هل يحق لنا نحن الأبناء اليوم أن نحتفل ونحلم كما حلم أجدادنا وأن نقول لهم، نعم نحن ها هنا قادمين بمشيئة الله منتصرين محققين أمالكم التي ضاعت منكم وحاملين كاس الفوز كاس العالم الذي تحتضنه بلدنا العربية الشقيقة قطر، وخصوصا انه لا يفرقنا عنه إلا خطوتين. إن بوادر الانتصار بدت قريبة بمشيئة الله وهذا راجع لعزيمة أبنائنا اسود الأطلس وجهدهم الرياضي والبدني وتربيتهم الصالحة التي تتجلى من خلال برهم بوالديهم، زد على هذا تلاحم وتضامن كل الشعوب الإفريقية والعربية والإسلامية معهم ، كل هذه الأمور جعلتني المس بريق الأمل القريب في تحقيق المراد والهدف المتوخى من الأجداد، وأقول بدل تيكشبيلة تويلويلة (تلك اشبيلية نحن موالون لها)، أقول وبصوت مرتفع ودمعي في عيني بشدة الفرح تيكالكاس تيوليولة (تلك الكأس نحن موالون وقريبين منها) نعم سوف نظفر بها بمشيئة الله كما ظافر أجدادنا بالأندلس. كرة القدم هذه اللعبة التي أصبحت إدمان وأمل كل الشعوب حيث أقول لو قدر الله وأن كان لكارل ماركس (Karl Marx) حياة جديدة بيننا الآن لقال عنها هي” أمل وأفيون وموحدة الشعوب” بدل مقولته “الدين أفيون الشعوب” هذه اللعبة التي تحوّلت إلى ادمان وأمل جديد لكل شعوب العالم كيفما كان مستواهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والجغرافي وحتى السياسي بحيث نجدها أصبحت حديث الكل سواء في البيوت أو المكاتب أو المقاهي وحتى الشوارع، إنها اللعبة الساحرة التي تطلق العنان لكل أنواع المشاعر الفرحة والحزن، بحيث نجدها قد توحّد الأمم وتقرّب بين الشعوب أحيانا وتفرّق بينها، بل وتعاديها أحيانا أخرى. إنها اللعبة التي تغرس الهويات الوطنية عندما يتحد الشعب كله خلفها، بعيدًا عن العوائق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، لذا يمكن وصفها بالقومية الرياضية أو “القومية الاحتفالية”، على حد تعبير عالم الاجتماع الفرنسي جيل ليبوفيتسكي (Gilles Lipovetsky)، لان فيها تتجسّد مشاعر ورموز الوطنية لإنتاج نوعٍ من التضامن الوطني بين جميع طبقات السكان لتشكيل جسم واحد. هذه الأطروحة التي تجعلنا، نتساءل: ماذا لو لم تكن كرة القدم مجرّد رياضة عادية؟ ما سر إعجاب كل الناس بها؟ وما مدى تأثيرها وقدرتها على إحداث التغيير بطريقة ناعمة وسلمية؟ وهل هي فعلا أداة مفيدة للغاية، إذا جرى استخدامها بذكاء؟ فحقيقة إخواني أنني لم أكن أتصور يوما أن لكرة القدم دورا في إمكانية توحيد العالم العربي الإسلامي والإفريقي على الرغم من عشقي وحبي لها منذ الصغر، الكل يهتف من المغرب إلى المشرق ومن المحيط إلى الخليج، نعم لإفريقيا نعم للعرب، نعم للمسلمين، النصر للمغرب، تحركت الروح الوطنية والقومية والإسلامية في كل دم مغربي ودم عربي وإفريقي ومسلم، إنه الشعور بالانتماء العربي الإفريقي والإسلامي. فشكرا لكرة القدم التي أعادت الاعتبار لتوحيد المجتمعات وتزكية نفوسهـم، وشكرا للمغرب ولاعبيه الذي شعارهم العيش في الأوطان للعلا عنوان، هذا المنتخب الذي سطع نجمه من خلال انتصاره غير المنتظر على كل من بلجيكا وكندا واسبانيا والبرتغال رغم استنجاد هذه الأخيرة بنجمها رولندوا، فعلا الأسود الزائرة موجودة ولازالت موجود في مونديال قطر وهي موجودة ومنقوشة في قلوبنا، وستبقى فخرا لنا كأفارقة وعرب ومسلمين ، نعم يمكن أن نقول بصوت عالي ومرتفع نحن فخر المونديال صوت العرب وإفريقيا والمسلمين، هذا الفريق الذي ظل وسيظل صامدا وشامخا أمام كل الفرق ولغاية الظفر بالكأس إن شاء الله، وسيظل زائر متمسك بكل الآمال وطامح بالمجد مجد الأجداد رجال الأندلس أبى من أبى وكره من كره، فنعم شكرا للمنتخب المغربي اسود الأطلس على مجهودهم وصلابتهم، فانتم صانعي التاريخ انتم الموحدون من لجم أفواه الغرب، انتم من وضع شعار الله الوطن الملك في قلوب الناس، نعم لقد سطرتم اسم العرب والمسلمين والأفارقة داخل الأربعة الكبار بفضل عزيمتكم وترابطكم وتلاحمكم ورضي وبركة والديكم، فانا أقول واكرر نعم، نعم، نعم، الكأس موالون لها بمشيئة الله، فتكشبيلة توليولة، يا أسود الأطلس. سير سير سير……
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
أخي الحبيب واستاذي عبدالعالي بطل مساء الخير وأسعد الله أوقاتك بكل خير أملنا في الله كبير وشبابنا لن يؤلوا جهدا في الدفاع عن شباك منتخبنا لتبقى نظيفة من نجاسة أقدام المنافسين الأعداء اقول اعداء لأنهم يحتقرون كل العرب والمسلمين ويعتبرون كرة القدم مقتصرة على ابناءهم ان شاء الله تعالى ستستجاب دعوات الأمهات المغربيات وتندحر الفرق المعادية شكرا لك على حسن اختيار الموضوع لانه موضوع الساعة ومزيدا من التألق والعطاء حبيبنا
للمزيد من التفاصيل...