تابعونا على:
شريط الأخبار
السلطات تفتح باب الترشيح لتعويض بودريقة على رأس مقاطعة مرس السلطان عدد ضحايا التسمم الجماعي بمراكش يرتفع.. والضحية الجديدة طفلة صغيرة بنموسى: الحكومة ساهمت في طي ملف التعاقد بنموسى: النظام الأساسي يمهد الطريق للتنزيل الأمثل للإصلاح التربوي جلالة الملك يستقبل مبعوث خادم الحرمين الشريفين حاملا رسالة لجلالته أخنوش يستعرض أمام المدير العام لمنظمة العمل الدولية الإصلاحات والمشاريع التي يشهدها المغرب الوداد والرجاء يتنافسان من أجل التوقيع لهداف اتحاد طنجة بوريطة يستقبل وزير خارجية مملكة البحرين النظام الأساسي لهيئة كتابة الضبط يصيب المحاكم المغربية بالشلل الأهلي المصري يواصل ضغطه على الشيبي نشرة إنذارية.. موجة حر تجتاح عدة مدن إلى غاية الجمعة المقبل أسواق السلام تبدأ العمل بالطاقة المستدامة بعد إصابة عميد شرطة.. الرصاص يلعلع لتوقيف جانحين بتزنيت المهندسون المغاربة يصعدون من احتجاجاتهم ضد الحكومة سعيدة شرف وولد الشينوية يرفضان المثول أمام المحكمة الإضراب يشل المستشفيات.. ونقابي يؤكد الاحتقان بلغ مداه الجامعة تحدد موعد سفر الأسود إلى الكونغو السنتيسي يطالب بإعادة النظر في عتبة المؤشر الاجتماعي والاقتصادي المحكمة ترفض منح السراح المؤقت لمستشار وزير العدل البيجيدي يطالب بتخفيض سعر دواء سرطان الثدي

كتاب و رأي

عبد العالي بن مبارك بطل

الأرواح الطيبة

10 يناير 2023 - 16:01

في يوم من الأيام سألني احد الإخوان، ما أمنيتك الحقيقية؟ ولأول مرة وبدون تردد كانت إجابتي مع ابتسامة عريضة على محياي تخالف إجاباتي المعتادة السابقة عن نفس السؤال “والتي يعرفها الكل الإجابات المتعلقة بالأمور الدنيوية”، حيث أجبت: أن يذكرني الناس حين أرحل بكل خير، وأن يكون لي أثر جميل يترحمون به علي. ففي الحقيقة قد تكون هذه الإجابة صادمة شيئا ما لدى بعضنا، وقد يقول البعض الأخر أن فيها نوع من المبالغة أو التشاؤم، لكنها في الحقيقة كانت إجابة عن أمنية نابعة من صدق وقناعة داخلية دون تشاؤم حياتي.

فكم هو جميل حين يرحل الناس، ويبقى طيب أثرهم يعطر رحيلهم!.. ليس هذا تشاؤماً أو تخلصا من الحياة، بل هو السعي للعيش في حياة مستقرة، فيها العطاء والصفاء والصدق، فيها نمارس كل القيم التي نطمح اليها، فالرحيل عن دنيا الأرض هي مسألة محتومة لا مفر منها على جميع الخلق، ولعلنا نحن البشر جد مقتنعين بأن الأرواح لا ترحل إلا وقد نالت حقها الذي قدره الله لها، وليس عبثا أن يقع الرحيل سريعا، فالأعمار بيد الله، لكن ما يدعونا للتساؤل هو كثرة رحيل أصحاب الأرواح الطيبة، بحيث أن غالبيتهم نجدهم لا يطيلون في هذه الحياة الفانية، تاركين خلفهم أجمل الذكريات واللحظات، لدرجة ان قلوبنا قد تتجرع المر لفراقهم، وتصيبها أوجاع لا تهدأ ولو بمرور الزمن، والسبب في هذا هو أن رحيلهم يكون بلا وداع ومقدمات وأسباب مقنعة، رحيل مفاجئ.

فلا محالة أنه مهما بلغنا من العمر عتيا سنرحل، ومهما ملكنا من كنوز الدنيا سنغادرها ، ومهما كنا في بروج وحصون مشيدة سيدركنا الموت، لأننا نؤمن بان الموت حق وقدر وأنه لكل أجل كتاب، ولكل إنسان نهاية . وهذا ما تعلمنها منذ صغرنا من خلال آبائنا ومناهجنا السماوية، أن الموت قدرٌ إلهيّ مكتوب، إضافة إلى أنه حين اكتملت ونضجت عقولنا الفكرية تفهّماووعياً، أدركنا بأن الدنيا هي مزرعة الآخرة فما زرعناه فيها من قيم نبيلة وأخلاقيات وسلوكيات وأعمال صالحة سنحصده لا محالة في آخرتنا .

لكن تبقي هناك أسئلة محيرة تفرض نفسها علينا وهي: هل فعلا الشخص الطيب قد يغادرنا بسبب عدم ملائمته التواجد المطول معنا؟ ولماذا تهوى أرواح الطيبين الصعود لباريها سريعا في غفلة من الزمان وبدون

سابق إنذار؟ وهل عالمنا الدنيوي لا يحسن احتضان الطيبين؟ وهل لصفاء الأرواح الطيبة دور في البحث السريع عن حياة خالية من الخبث، حياة يملأها النقاء من كل جانب، حياة تحتضنها بصدر رحب يملئها الحب والصفاء والنعيم؟ إخواني إنني بهذه الأسئلة لا اعني بتاتا أنني أرجح سبب خروج الأرواح لشيء آخر غير القدر والعياد بالله . بل على العكس من ذلك، أنني فقط بهذه الأسئلة أردت الحصول على أجوبة إضافية لخبايا حيرتني، لربما من خلالها قد استطيع فهم أو ربما اقلل من الآلام والجراح التي أتلقاها بسبب فراق الطيبين على قلوبنا . فطالما لم يستطع أحد منا الإجابة على هذه الأسئلة، ولطالما قد تأتي هذه الأسئلة تابعا لأسئلة أخرى معاكسة منها، ألا يرحل السيئون ؟ بالتأكيد سيرحلون لكننا لا نشعر برحيلهم كما نشعر برحيل الطيبين، أو ربما لأننا لا نكترث لرحيلهم كما نكترث لرحيل الطيبين!

فكم هو قاس رحيل من صنعوا للحياة بهاء وجمال دون أن ينالوا أوسمة المجد والشرف فيها، وكم هو جميل مشاهدة الطيبين يعيشون بيننا، لا نرى ضجيج عملهم وتغلب على أخلاقهم الطيبة والحنان والحب، لأنهم يعشقون الهدوء فترى أثر عملهم يظهر من دون أن يتكلموا عنه ولا تشعر بأن الحياة الواسعة ضاقت بك إلا إذا فقدتهم من حياتك. لأننا نعيش معهم تفاصيل الحياة اليومية ونشعر أن كل شيء في حضرتهم يكتسب شكلا وطعما ولونا آخر، حتى الهواء والمزاج يتغير علينا عندما نفقدهم. وكم هو قصير جدا مشوار حياة الطيبين، حين يغادروننا مبكرا تاركين خلفهم تساؤلات كثيرة معظمها تبقى بلا جواب، آنذاك لا يصبح أمامنا إلا الرضا باختيار القدر فرحماك أيها القدر المتربص بأرواحنا.. ورحماك يا خالق الحياة والموت، فعلا كلنا راحلون إلى عالم الخلود إما لنعيمه أو جحيمه، على الرغم من قساوة الرحيل.

لذا وجب علينا بين الفينة و الأخرى أن نقف مع أنفسنا وقفة ننظر في خلالها للدوائر التي تحيط بنا ، و نبحث من خلالها عن الطيبين الذين لا زالوا حولنا أحياء يمشون على الأرض ، و نتمسك بهم ، و نصارحهم بما نكنه لهم من محبة و احترام و تقدير ، و نحيطهم بما يستحقون من محبة و حنان و حرص و دفىء ! كما يجب علينا أن نتغير مع رحيلهم لنتشبه بهم ، لكي نصبح طيبين مثلهم ، طيبين صادقين في تعاملنا مع الناس والمحيط، طيبين في تعاملنا مع أنفسنا ، طيبين في إتقاننا لعملنا ، لعلنا نغار منهم قليلا ونحرص على أن نرحل و نحن طيبون مثلهم فيتذكرنا الناس كما نتذكرهم في كل موقف و في كل لحظة. ولنعمل وندعو الله بقلوبنا أن نكون طيبي المحيا والممات، وعنا لا يذكر إلا كل خير، فلهم منا جميعا الرحمة، ولنا في ذكراهم أسوة حسنة … فإما أن نقتدي و نهتدي إلى أهمية المحبة و الإنسانية والطيبة ، وإما نشمّع هذا الغلاف فتتحول حياتنا إلى حياة مصطنعة لا مشاعر ولا طيبة فيها! لأن الحياة وجدت لكي نعيشها بخير، فكونوا أهلاً للخير والذكر العطر. وفقنا الله وإياكم لكل خير وذكرى طيبة.،،،،

الثلاثاء 10/01/2023م

 

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

فاطمة الزهراء النعماني منذ سنة

حقا مقال أكثر من رائع لخص فيه الكاتب السيد عبد العالي بن مبارك بطل كل ما نعيشه هذه الأيام صراحة نعاني قلة الطيبين في حياتنا و نبكي بألم على الطيبين الذين رحلوا عنا،نعم لأننا لم نجد من يعوضهم، رسالتك يا استاذ جميلة جدا و اتمنى من كل من قرأ مقالكم هذا أن يعمل على جعل ذكراه طيبة بين المحطين به، أما بالنسبة لامنيتك إن تغادر و تترك صدى طيب فكن على يقين بعد عمر طويل أنك تركت صدى بمقالتك المنفردة هذه شكرا لك و هنياء للأنباء بك

سياسة

نادية فتاح: صندوق المقاصة ساهم في دعم غاز البوتان ب26 مليار

للمزيد من التفاصيل...

السلطات تفتح باب الترشيح لتعويض بودريقة على رأس مقاطعة مرس السلطان

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

السعودية تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي

للمزيد من التفاصيل...

الشرق الأوسط يدخل المجهول..بعد الضربة على إيران المنسوبة لإسرائيل (تحليل)

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

أسواق السلام تبدأ العمل بالطاقة المستدامة

للمزيد من التفاصيل...

البنك الشعبي تسهر على تجديد أربع مدارس بجهة الناظور-الحسيمة

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

نادية فتاح: صندوق المقاصة ساهم في دعم غاز البوتان ب26 مليار

للمزيد من التفاصيل...

السلطات تفتح باب الترشيح لتعويض بودريقة على رأس مقاطعة مرس السلطان

للمزيد من التفاصيل...

تأجيل قانون النقابات.. السكوري يكشف الأسباب

للمزيد من التفاصيل...

عدد ضحايا التسمم الجماعي بمراكش يرتفع.. والضحية الجديدة طفلة صغيرة

للمزيد من التفاصيل...

بنموسى: الحكومة ساهمت في طي ملف التعاقد

للمزيد من التفاصيل...

بنموسى: النظام الأساسي يمهد الطريق للتنزيل الأمثل للإصلاح التربوي

للمزيد من التفاصيل...

جلالة الملك يستقبل مبعوث خادم الحرمين الشريفين حاملا رسالة لجلالته

للمزيد من التفاصيل...

أخنوش يستعرض أمام المدير العام لمنظمة العمل الدولية الإصلاحات والمشاريع التي يشهدها المغرب

للمزيد من التفاصيل...