احتضنت مدينة يومي 3 و4 ماي على هامش الملتقى الدولي للفلاحة في المغرب (مكناس 2023)، أشغال الاجتماع الوزاري الثالث لمبادرة من أجل تكييف الفلاحة الأفريقية مع التغيرات المناخية.
ويكتسي هذا الاجتماع الذي ينعقد على هامش معرض الفلاحة الدولي، أهمية أكبر لكونه ينعقد غداة جائحة “كوفيد 19″، والتي خلّفت تحديات كبيرة بالنسبة للفلاحة الإفريقية، وعمّقت مظاهر الهشاشة الموجودة، ما حتّم القيام بتحرك عاجل لتعزيز مرونتها وقدرتها على التكيف مع صدمات المستقبل. وحسب بلاغ صحفي، فإن هذا الاجتماع لسنة 2023، يأتي ليلعب دورا حيويا في تعزيز الأمن الغذائي في مواجهة التحديات التي يشكلها التغير المناخي ومرحلة الإقلاع اللاحقة لجائحة “كوفيد 19”.
وستضم نسخة هذه السنة تشكيلة متنوعة من المتدخلين، خاصة منهم المؤسسات المالية والتقنية، والمانحون وممثلو القطاع الخاص، إلى جانب باحثين والمعاهد المتخصصة في التنمية والجامعات والباحثون في العلوم. سيحافظ هؤلاء المشاركون ويطورون، بعملهم الجماعي، الجهود الرامية إلى تقوية قدرات تكيف الفلاحة الإفريقية مع التغير المناخي.
ويعتبر اجتماع اللجنة العلمية، حسب ذات المصدر، من بين اللحظات القوية في أشغال هذا الاجتماع، حيث شكل منصة للخبراء والباحثين لعرض نتائج بحوثهم، ومناقشة الآفاق المستقبلية، وعرض التوصيات والفرص المتاحة أمام الفلاحة الإفريقية من أجل التكيف مع التغير المناخي.
ومثلت المائدة المستديرة الخاصة بالمانحين، لحظة قوية أخرى باعتبارها حدثا للمناقشة مع أبرز المانحين والمستثمرين، طرق تعبئة المزيد من الموارد المالية اللازمة لدعم جهود تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية.
واجتمع وزراء الفلاحة وصناع القرار الأفارقة الحاضرون في مدينة مكناس في اليوم الثاني من أشغال هذا الاجتماع، لمناقشة التوجهات الاستراتيجية والخطوات الواجب إنجازها في إطار هذه المبادرة.
كما شكل الاجتماع فرصة متجددة أمام الوزراء والمسؤولين السياسيين القادمين من مختلف دول القارة الإفريقية، لتقاسم التجارب والتصورات المتعلقة بالمستقبل، ووجهات النظر الخاصة بالتحديات والفرص التي تواجه الفلاحة الإفريقية، وذلك لرسم مسار العمل من أجل المستقبل.
وستساعد هذه النقاشات في بلورة استراتيجيات قابلة للإنجاز لضمان استمرار الإنتاج الفلاحي في مواجهة التغير المناخي، وحل المشكلات التي تواجه صغار الفلاحين. كما تشكل هذه اللقاءات فرصة ثمينة لخلق شبكات، وبناء شراكات وفتح مسارات جديدة أمام الابتكار الفلاحي.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية، أطلقت مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” المعروفة اختصارا باسم “مبادرة AAA”، خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 22” بمدينة مراكش بين 7 و18 نونبر 2016. وتهدف هذه المبادرة إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا، وتحسين ظروف عيش الفلاحين في وضعية هشاشة، وتطوير العمل في المجال القروي من خلال التحفيز على الممارسات المبنية على الملاءمة مع التغيرات المناخية، كما تسعى إلى الرفع من قدرات الفاعلين في هذا المجال وتوجيه التدفقات المالية نحو الفلاحين الأكثر هشاشة.
كما تستجيب مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” لمقتضيات اتفاقية باريس حول التغيرات المناخية، من خلال مساعدة الدول الإفريقية على تفعيل التزاماتها الفردية المتعلقة بخفض الانبعاثات الحرارية، والملاءمة مع التغيرات المناخية. بهذه الطريقة، تشجع مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” على إنجاز مشاريع ملموسة تتعلق بتدبير التربة ومياه السقي والتعاطي مع التهديدات المناخية، وذلك بهدف الرفع من مرونة الفلاحين والتشجيع على الممارسات الفلاحية المستدامة القادرة على التكيف مع التغيرات المناخية. وتعترف مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” بأهمية الفلاحة في الاقتصادات الافريقية، وتعمل على الحيلولة دون تخلفها عن الركب في سياق الجهود المبذولة لمكافحة آثار التغيرات المناخية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...