سجلت مناطق متفرقة من المغرب، خاصة القروية والنائية، خلال الآونة الأخيرة، ارتفاعا مقلقا في حالات التعرض للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، ما أسفر عن وقوع وفيات، أبرزها وفاة مسن ببلدة حنابو قرب مدينة أرفود، إثر تعرضه لهجوم من أفعى سامة من نوع “ذات القرنين”.
ونقل الضحية في حالة صحية حرجة من مكان الحادث نحو مستشفى القرب بأرفود، ثم جرى تحويله إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية. غير أن غياب الأمصال المضادة للسموم أدى إلى وفاته قبل وصوله إلى وجهته الاستشفائية.
وأثارت هذه الحادثة الأليمة موجة استياء وسط الفعاليات المحلية، التي عبرت عن استنكارها لاستمرار افتقار مستشفى القرب بأرفود ـ رغم تدشينه حديثا بطاقة استيعابية تصل إلى 83 سريرا إلى الأطر الطبية الضرورية، فضلا عن غياب الأمصال، ما يدفع إلى توجيه المصابين نحو مستشفيات تبعد بأزيد من 70 كيلومترا.
في السياق ذاته، بادر النائب البرلماني عن إقليم شفشاون، عبد الرحمان العمري، إلى مساءلة وزير الصحة أمين التهراوي، بشأن التدابير المتخذة لضمان توفير الأمصال المضادة لسموم الزواحف والأفاعي، التي تزداد حالات التعرض لها مع حلول فصل الصيف، خصوصا بالمناطق الجبلية والمترامية.
وأوضح العمري، أن هذه الحالات المهدِّدة للحياة تواجه غيابا شبه تام للأمصال، باستثناء تواجدها بالمستشفى الإقليمي لمدينة شفشاون، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا بالنظر إلى اتساع الإقليم، والحاجة الماسة إلى تدخل فوري عند حدوث حالات التسمم، في ظل المسافة الطويلة التي تفصل الجماعات البعيدة عن هذا المرفق، والتي تستغرق ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات عبر سيارات الإسعاف.
ودعا البرلماني إلى تحرك عاجل لضمان عدالة صحية وإنقاذ الأرواح، من خلال توفير الأمصال بشكل كاف وبالقرب من السكان، إلى جانب تعزيز البنية الطبية في المستشفيات المحلية بالمناطق المتضررة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...