تشهد بلدة توري باتشيكو، الواقعة في إقليم مورسيا جنوب شرق إسبانيا، منذ أربعة أيام، حالة من الاحتقان الشديد وأعمال عنف متكررة، وذلك عقب حادث اعتداء عنيف استهدف رجلاً مسنًّا يبلغ من العمر 68 عاماً، يُشتبه في تورط مهاجرين من أصول مغربية في تنفيذه.
الحادث الذي انتشر بشكل واسع عبر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، فجّر موجة من الغضب، تطورت إلى احتجاجات عنيفة، شهدت اشتباكات بين سكان محليين ومهاجرين مغاربة، وأسفرت عن إصابة شرطي، وإلحاق خسائر مادية بالممتلكات العامة، إلى جانب اعتقال ما لا يقل عن 13 شخصاً، بينهم منفذ الاعتداء الذي تم توقيفه بإقليم الباسك أثناء محاولته الفرار إلى فرنسا.
وفيما سارع عمدة توري باتشيكو، بيدرو أنخيل روكا، إلى تحميل مسؤولية الاضطرابات لـ”أشخاص من الخارج ومجموعات مهاجرة”، دعا رئيس منطقة مورسيا، فرناندو لوبيز ميراس، إلى وقف العنف وتعزيز الوجود الأمني، مؤكداً في تصريحات إعلامية أن “الجريمة لا تُعالج بجريمة أخرى، بل بالقانون والنظام”.
وفي المقابل، عبّرت الجالية المغربية في المدينة عن استنكارها للاعتداء، مؤكدة في وقفة سلمية أن ما جرى تصرف فردي لا يمثلها، كما دعت إلى التعايش ونبذ الكراهية.
الملف أخذ بُعداً سياسياً وقضائياً، بعد أن تقدّم الحزب الاشتراكي الإسباني، وحزب بوديموس، بدعوى رسمية إلى النيابة العامة ضد الزعيم الإقليمي لحزب “فوكس” اليميني المتطرف، بتهمة التحريض على الكراهية، وجاء ذلك على خلفية تصريحات له خلال تجمع انتخابي، قال فيها: “لن نسمح لهؤلاء بالبقاء. سنطردهم جميعًا”، في إشارة إلى المهاجرين، وخاصة المنحدرين من شمال إفريقيا.
ووصف حزب بوديموس ما تشهده البلدة بـ”الإرهاب العنصري”، واتهم قيادات من “فوكس” ووزير الداخلية بالتواطؤ مع موجة العنف، مشدداً على أن ما يحدث يُعدّ “عنصرية مؤسسية” ويهدد التعايش في المجتمع الإسباني.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232