عاشت فاطمة الشنا، زوجة الجنرال محمد أوفقير في القصر طيلة سنوات، قبل أن تتزوج بأوفقير، الرجل الذي كان اسمه يصيب الآخرين بالرعب، فهو وزير الداخلية والساعد الأيمن للملك الحسن الثاني.
سنة 1963 في فندقٍ بطنجة، كانت السيدة أوفقير (28 عاما) جالسةً إلى المائدة مع الجنرال أحمد الدليمي، ومجموعة من الشخصيات النافذة في الدولة. شعرت فاطمة أن عينين تخترقان كيانها. إلتفتت فإذا بشاب ينظر إليها في صمت. بعد لحظاتٍ من ذلك، طُلِبَت السيدة أوفقير على الهاتف، وكان على الطرف الآخر من الخط، الشاب الذي بالكاد لمحته.
كان الجنرال تعود على خيانة فاطمة. قالت له “يوما سأخونك أنا أيضا”، فرد الجنرال “إن تجرّأ أحد على أن يشتهيك، فلا تُقصّري!”. كان على حق، فمن سيمكن أن يكون عشيق زوجة أقوى جنرال بالمملكة.
على الهاتف قدم إليها نفسه “أنا الضابط حسن، وأريد أن ألتقيك لو سمحت”، قالت له “هل تعرف مع من تتحدث؟ أجاب “نعم فاطمة الشنا، زوجة الجنرال”. كان رجلا استثنائيا، هكذا تصفه فاطمة أوفقير في مذكراتها. وذلك كان فعلا.

شاب في 26 من عمره، لكنه يحب أن يناديه الأخرون، ب”حسنيتو”. بعد أن قبلت دعوته، أصبح يهاتفها في منتصف الليل، وهي إلى جانب أوفقير، أو يوقظها في الصباح الباكر، ليأمرها:”تعالي في الحال”. أما هي فكانت الحبيبة التي تنسل من السرير لتذهب للقائه، وحينما كانت ترتمي في أحضانه، كان يقول لها:أقسمي أنه لم يمسّكِ…كان عليها أن أقسم، وكان ذلك رهيباً، تقول فاطمة أوفقير.
***

سيعلم أوفقير بخيانة فاطمة له، وسيأمر رجاله بمراقبتهما، لكن العشيقين سيقتنيان بطانيتين، ليفترشاها في مجاري المياه، حيث كانت الدار البيضاء وقتها بصدد شبكة الوادي الحار. هناك أصبحا يلتقيان بشكل منتظم لممارسة الحب، هربا من رجال أوفقير، ثم مارساه في أماكن أخرى..في البحر والغابة وفي الريف والمدينة، وكأن أوفقير لم يعد موجوداً في البلاد.
***

في وقت لاحق بدأ حسن بتقديم عشيقته لأصدقائه. كان مصرا على استفزاز رجل النظام القوي. دامت مغامرة فاطمة أوفقير مع عشيقها أربع سنوات، عاشت معه خلالها “قصة فوضوية رائعة”، رغم أنهما لم يكونا يلتقيان إلا في مواعيد غير قارة ودون انتظام.
***
سافرت فاطمة من أجله إلى مختلف الأماكن التي يتوجه إليها في عمله، كضابط في الجيش، بل سعت إليه حتى عندما كان في إسبانيا وفي فرنسا. في المقابل، أما أوفقير فكان يكلف الضابط حسن بكل المهام. ثم في النهاية طلقها وتزوج بسيدة أخرى.
إلا أنه سرعان ما عاد ليطلب عودتها، وحين رفضت بدأ يهددها بحرمانها من رؤية أولادها، بل كان يقضي ليالي طويلة تحت نافذتها. في الأخير، تمكن أوفقير من استعادتها بعد أن طلّق زوجته، فيما تركت هي بدورها عشيقها.
*عن كتب “حدائق الملك”..الجنرال أوفقير والحسن الثانى ونحن