تعيش العديد من الأزقة والشوارع بمدينة الدار البيضاء، ليلة من الرعب، كل سنة، بمناسبة عاشوراء، حيث تشهد حالات التسيب والفوضى وأجواء شبيهة بالحروب، بفعل الألعاب النارية والمفرقعات والتي يصرّ الأطفال والشباب على اللعب بها والاحتفاظ على هذه العادات، دون التفكير في مدى خطورتها سواء على أنفسهم أو على المارة والسكان.
وكأن البيضاء ليلة عاشوراء، تظل بنور الصباح رغم التوقيت المتأخر بعد منتصف الليل، فالجميع مستيقظ، والكل ينتظر حلول اليوم الموالي لبداية الاحتفال بطقوس مناسبة أخرى ، “زم زم ” التي بدورها تشكل خطورة كبيرة بفعل المواد التي يستعملها البعض للاحتفال، سواء بـ”ماء القاطع” البيض، وأشياء أخرى، توابل، وأشياء أخرى.
بالفعل تختلف الاحتفالات، حسب الأشخاص، وحسب المدن والأحياء، لكن الخطورة تظل واحدة، لتحصد تلك الليلة عدد كبير من الضحايا، بفعل الدخان المسموم المنبعث من الإطارات المطاطية، المشتعلة بنيران كبيرة، دون إغفال التركيبات الكيمياوية المختلطة التي يتم الالتجاء إليها كل سنة، للرفع من صوت التفجيرات وخلق الرعب في الأحياء، سواء الشعبية أو الراقية.
تستعد أقسام المستعجلات كل سنة لليلة الرعب، حيث تستقبل أعدادا هائلة من ضحايا حوادث القنبول والنيران أي “شعالة”، فمنهم من يتعرض لحروق وأخرى ضربات على مستوى العين، لتصبح هاعة مستدامة بعدها.
من المذنب؟ ومن الضحية؟
ربما لا تقف الاحتفالات الخطيرة في هذه النقطة المغلقة ، وإنما تتسرب إلى أخطر ظاهرة أخطر، يلجأ لها البعض خصوصا في مناسبة عاشوراء، وهي الشعوذة والسحر، المرتبطة بزيارة القبور وإشعال “المجامر” وكتابة أسماء ودفن أشياء، وحرق الأخرى، والسؤال المطروح، هل المناسبة المُفرحة تستدعي كل هذه المخاطر والمغامرات ليعتبر المرء أنه احتفل بها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...