الاستدراج أول خيوط الجريمة
بتاريخ 9 يوليوز 2019 وبعد طول انتظار تقدمت المسماة “ع . ز” (مطلقة)، إلى جهة الاختصاص ببلاغ حول اختفاء ابنها “ر . ع” البالغ من العمر 11 ربيعا، والتمست القيام بالمتعين في هذا الصدد. وخلال اليوم 10 من نفس الشهر أخبرها التلميذ “آ . م” وهو صديق ابنها، بأنه قبل ساعات شاهد شابا تظاهر بالعمى يرجو منه مساعدته لبلوغ بناية مهجورة بموقع صهريج السواني بالعاصمة الإسماعيلية لقضاء حاجته الملحة (…)، فاستجاب لطلبه ولا يدري ماذا وقع بعد ذلك، وهي الرواية التي أكدها حارس السيارات “م . م”.
على ضوء هذه المعلومات الأكيدة انتقل أفراد المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن مكناس وتقنيي مسرح الجريمة إلى عين المكان حيث عثروا على جثة ذلك الطفل مشوهة، والذي أثبت التشريح الطبي بأنه قبل الإجهاز عليه بطريقة همجية تعرض لاغتصاب جماعي والتعذيب والتنكيل .
الجناة يتراشقون بالتهم
التحريات الميدانية التي قام بها رجال الضبط القضائي أسفرت عن إلقاء القبض على الجناة: (ي . ب) الذي خرج من السجن في أواخر يونيو 2019 و (س . خ) و(ر . و) والذين بعد إخضاعهم لتدبير الحراسة النظرية والبحث معهم بخصوص الواقعة المذكورة فقد اعترفوا بأنهم، وكما أعادوا تمثيلها بحضور النيابة العامة، تنابوا على ممارسة الجنس على الضحية ثم ضرب رأسه بحجر وهتك عرضه بعصا، وبعد وفاته علقوه في نافذة جدار وأحرقوه لكي لا يتم التعرف عليه، وهم الذين تراشقوا بالتهم فيما بينهم.. وبناء على المحضرين رقم 2693 و 2735 وعلى مطالبة الوكيل العام للملك في ملف الرشداء عدد 2019/333، أمر قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بحبس المتهمين الأول والثاني والذي بعد استنطاقهما ابتدائيا وإعداديا أصدر بتاريخ 23 يونيو 2020 قراره رقم 363 بمتابعتهما وتقديمهما للمحاكمة فيما تم فصل ملف الثالث عنهما لدواعي قانونية.
تهم ثقيلة، المؤبد، 30 سنة
بعد أشواط طويلة من المحاكمة، والإلمام بجميع حيثيات القضية، قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس علنيا وحضوريا خلال جلستها المنعقدة أمس الاثنين 22 مارس الجاري، بمؤاخذة الشابين (ي . ب) و (ي . خ) وهما من ذوي السوابق القضائية المتعددة، من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وهتك عرض قاصر بالعنف واستدراجه واختطافه باستعمال العنف والتدليس والتمثيل بجثته ومعاقبة الأول بالسجن المؤبد والثاني بـ 30 سنة سجنا وبأدائهما درهما واحدا كتعويض رمزي لوالد الهالك.