تسببت الأمطار التي شهدتها مدينة مراكش يوم أمس الأربعاء 12 أكتوبر الجاري، في انطفاء جل مصابيح الإنارة العمومية بمجموعة من أحياء عاصمة النخيل، مما جعلها غارقة في الظلام.
وحسب ما عاينه موقع الأنباء تيفي، فإن عددا من أحياء مختلف المقاطعات المكونة للمجلس الجماعي مراكش، عاشت الليلة الماضية على وقع الظلام الدامس، مما زرع الرعب في نفوس الساكنة، خاصة أن شركة حاضرة الأنوار قامت باستبدال هاته المصابيح مؤخرا في إطار تخفيض الطاقة الإستهلاكية، وبالتالي ما من مبرر لانطفائها حسب ما عبر عنه عدد من المواطنين لموقعنا.
وعلى مستوى حومة باب ايلان، لم يتوقف الأمر عند انطفاء مصابيح الإنارة العمومية فقط، وإنما انتهى بسماع ذوي انفجار على مستوى “بوسط” الحومة، مما جعل أبناء الأخيرة يستغيثون بالمسؤولين لمعرفة ما يجري.
وحسب كمال ماجد نائب عمدة مدينة مراكش المكلف بقطاع الإنارة العمومية، فإن الأمر لا يتعلق بأية أعطاب ولا بضعف مصابيح ليد الاقتصادية، والتي تم استبدالها مؤخرا، وإنما الأمر يرتبط بما هو تقني، حيث أوضح أن مؤسسة راديما بادرت مؤخرا إلى القيام بإجراءات لتفادي أية حوادث قد تنجم عن تساقط الأمطار و الصواعق الرعدية، وما قد ينجم عن ذلك من صواعق كهربائية في حالة حصول تماس، وبالتالي تجنب حوادث قد تخلف إصابات أو ضحايا بين الساكنة.
هذا، وقد سبق لرئيسة المجلس الجماعي لمراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، أن دعت إلى إجراء عملية افتحاص داخلي للشركة التي تدبر قطاع الإنارة العمومية بالحمراء.
وخلال هذا الإجتماع، أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي لمدينة مراكش، على ضرورة تحسين جودة التدبير الإداري لحاضرة الأنوار، والرفع من قيمة ونوعية استثماراتها، داعية إلى إرساء دعائم الشفافية وتخفيض الكلفة المالية في إطار النجاعة الطاقية، وتحقيق المعايير المحددة في هذا المجال.
وشددت المنصوري حينها، على أنه من “المهمّ جدا حيازة رضى ساكنة مراكش باعتبارهم الفئة المستهدفة والموجّهة إليها خدمات المجلس الجماعي عبر شركة التنمية المحلية، إلى جانب المصالح والشركاء المتدخلين بالمدينة أيضا”، مؤكدة ضرورة إعادة النظر في طريقة وكيفيّة إضاءة المدينة، والاستجابة الفورية لطلبات ساكنة مراكش، باعتبارها مدينة كبيرة وفي مصاف المدن العالمية.
وتعهدت هذه الشركة، التي تم إحداثها في إطار التدبير المفوض، بشراكة بين المجلس الجماعي (61 بالمئة) وشركة “إنيغيتيكا” الإسبانية (39 بالمئة)، بالوفاء بالالتزامات التي سبق وأن تقدمت بها مع المجلس السابق لجماعة مراكش.
كما وعدت الشركة، أنها ستُحول مدينة مراكش إلى “مدينة الأنوار” في ثلاث سنوات ابتداء من سنة 2018، وأنها تمتلك معدات بمواصفات عالمية وأسطولا من السيارات المجهزة لتقديم خدمة عالية الجودة وتقنيات متطورة.
ومن بين الأهداف التي سطرها المجلس السابق قبل إحداث هذه الشركة، هو تقليص فاتورة استهلاك الإنارة العمومية، والتي تلهف سنويا ما لا يقل عن 07 ملايير سنتيم. والتزمت هذه الشركة بتقليص هذه الفاتورة في السنة الأولى بحوالي 20 بالمئة، على أن تتقلص في السنة الثالثة إلى حوالي 60 بالمئة.
هذا، وقد عملت الشركة، حتى الآن، على تغيير المصابيح الكهربائية القديمة، بأخرى (ليد)، وذلك من أجل تقليص نسبة الاستهلاك، كما وعدت أنها ستعتمد على نظام ذكي ومتطور لمراقبة المصابيح المنطفئة، جعلت شوارع المدينة ترزح تحت الظلام بالرغم من تغيير المصابيح.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...